معرفة اللّه سبحانه وصفاته
الثبوتيّة والسلبيّة
سؤال : أنت حادث أم قديم ؟
جواب : أنا حادث غير قديم ، وكل موجود ممكن حادث غير قديم .
سؤال : ما حد الحادث وما حد القديم ؟
جواب : الحادث هو الموجود المسبوق بالعدم ، والقديم هو الذي لم يسبق بالعدم .
سؤال : ما الدليل على انك حادث ؟
جواب : سبق العدم على وجودي دليل على حدوثي .
سؤال : ما الدليل على أن العدم سابق على وجودك ؟
جواب : الضرورة قاضية بأني لم أكن موجوداً في زمن نوح عليهالسلام ، فعدمي متحقق في ذلك الزمان ووجودي في هذا الزمان ، فعدمي سابق على وجودي .
سؤال : ما حد الدور وماحد التسلسل ؟
جواب : حد الدور توقف كل واحد من الشيئين على أخيه فيما هو موقوف
(153)
عليه أما بمرتبة أو بمراتب . وحد التسلسل تراقي امور(1) محدثة إلى غير النهاية بحيث يتوقف كلّ لاحق منها على السابق عليه(2) .
سؤال : ما الدليل على بطلان الدور ؟
جواب : لأنّه يفضي إلى كون الشيء موجوداً قبل وجوده وهو محال والمفضى إلى المحال محال(3) .
سؤال : ما الدليل على بطلان التسلسل ؟
جواب : الدليل على ذلك أن السلسلة الجامعة لجميع اجزاء ممكنة فلابد لها من مؤثر خارج عنها والخارج عن جميع الممكنات هو واجب الوجود لذاته فتنتهي السلسلة ويبطل التسلسل(4) .
سؤال : موجد الحوادث عالم أم لا ؟
جواب : عالم .
سؤال : فما حد العالم ؟
جواب : العالم بالشيء هو الذي يكون منكشفاً له حاضراً عنده غير غائب عنه .
(1) المحدث بضم الميم وكسر الدال . هو علة الوجود للشيء .
(2) مثلاً حدوث زيد متوقف على حدوث ابويه وحدوث ابويه متوقف على حدوث جده ، فلو فرض ان حدوث جديه متوقف أيضاً على حدوث زيد كان دوراً بواسطة وهو مستحيل ، وكذلك لو تكثرت الوسائط .
(3) راجع المثال السابق في الحاشية .
(4) نفس المثال الثاني .
(154)
سؤال : موجد الحوادث عالم بكل معلوم أو بمعلوم دون معلوم ؟
جواب : عالم بكل معلوم .
سؤال : ما الدليل على أنه عالم بكل معلوم ؟
جواب : الدليل على ذلك ان نسبة ذاته المقدسة إلى جميع المعلومات على حد سواء لكونه مجرداً ولكونه(1) حياً . وكل واحد واحد منها صالح لأن يكون معلوماً للحي فاختصاص علمه تعالى بمعلوم دون معلوم ترجيح من غير مرجح وهو باطل فيكون عالماً بكل معلوم وهو المطلوب .
سؤال : موجد الحوادث حي أم لا ؟
جواب : انه حي .
سؤال : ماحد الحي ؟
جواب : الحي هو الذي يصلح لأن يقدر ويعلم .
سؤال : ما الدليل على انه حي ؟
جواب : ثبوت القدرة والعلم للشيء دليل على أنّه حي .
سؤال : موجد الحوادث سميع وبصير أم لا ؟
جواب : سميع لا بأذن ، بل بمعنى أنه عالم بالمسموعات ، وبصير لا بعين ، بل بمعنى أنه عالم بالمبصرات .
(1) كونه مجرداً يكفي ولا حاجة إلى ذكر الحياة دليلاً على العلم سيما وانه يستدل في سؤال (ما الدليل على انه حي) على الحياة بالعلم فيشبه الدور .
(155)
سؤال : ما الدليل على أنه سميع بصير بهذا المعنى ؟
جواب : الدليل على ذلك أنه عالم بجميع المعلومات التي من جملتها المسموعات والمبصرات ، فيكون عالماً بها وسميعاً وبصيراً بهذا المعنى وهو المطلوب .
سؤال : موجد الحوادث مدرك أم لا ؟
جواب : مدرك لا بحاسّة(1) يحصل الادراك بواسطتها بل بمعنى انه عالم بما يدرك بالحواس .
سؤال : موجد الحوادث مريد وكاره أم لا ؟
جواب : مريد وكاره .
سؤال : ماحد الإرادة والكراهة ؟
جواب : الإرادة هنا قسمان :
إرادة لأفعال نفسه ، وإرادة لأفعال عبيده وكذلك الكراهة .
فالإرادة لأفعال نفسه عبارة عن علمه الموجب لوجود الفعل في وقت دون وقت بسبب اشتماله على مصلحة داعية للايجاد في ذلك الوقت دون غيره(2) .
والإرادة لأفعال عبيده عبارة عن طلب ايقاعها منهم على وجه
(1) الحاسّة واحدة الحواس الخمسة المعروفة في الحيوان وهي السمع والبصر والذوق والشم واللمس ، وهي وسائط النفس في ادراك الاعراض والجواهر .
(2) إرادة اللّه لأفعال نفسه تسمى ارادة تكوينية كخلق الإنسان ورزق الحيوان .
(156)
الاختيار(1) .
وكراهته(2) لأفعال نفسه عبارة عن علمه الموجب لانتفاء الفعل في وقت دون وقت بسبب اشتماله على مفسدة صارفة عن الايجاد .
وكراهته لأفعال عبيده عبارة عن نهيه اياهم عن ايقاعها على وجه الاختيار .
سؤال : ما الدليل على انه مريد من عباده أفعالاً كاره منهم أفعالاً ؟
جواب : الدليل على ذلك أنّه تعالى أمرهم بالطاعة فيكون مريداً لها . ونهاهم عن المعصية فيكون كارهاً لها . إذ الحكيم لايأمر إلاّ بما يريده ولاينهى إلاّ عما يكرهه .
سؤال : ما الدليل على أنه متكلم ؟
جواب : القرآن والاجماع(3) .
سؤال : موجب الحوادث واحد لا شريك له أم متعدد ؟
جواب : واحد لا شريك له .
(1) وارادته تعالى لأفعال عباده تسمى ارادة تشريعية كالأمر بالصلاة والصدقات .
(2) الكراهة أيضاً قسمان تكوينية وتشريعية ويجوز افتراض امثالهما في الإنسان أيضاً .
(3) نزول القرآن دليل على تكلم اللّه علاوة على آيات فيه دلت على كلام اللّه مع أنبيائه ، اما الاجماع فقد قام على نسبة الكلام إلى اللّه من جميع طوائف المسلمين بل ومن جمهور المتدينين .
(157)
العدل(1)
سؤال : موجد الحوادث عدل حكيم أم لا ؟
جواب : عدل حكيم .
سؤال : ماحد العدل الحكيم ؟
جواب : العدل الحكيم هو الذي لايفعل قبيحاً ولايخل بواجب .
سؤال : ماحد القبيح وماحد الواجب ؟
جواب : القبيح : هو الفعل الذي يذم فاعله في الدنيا ويعاقب في العقبى ، ويمدح تاركه في الدنيا ويثاب في الأخرى والواجب هو الذي يمدح فاعله في الدنيا ويثاب في الآخرة(2) ويذم تاركه في الدنيا ويعاقب في الآخرة .
سؤال : ما الدليل على أنه عدل حكيم ولا يفعل قبيحاً ولايخل بواجب ؟
جواب : دليل على ذلك أنه لو لم يكن كذلك لكان ناقصاً تعالى اللّه عن ذلك
(1) ان مسألة وجوب كون اللّه تعالى عادلاً من كل الوجوه وهو مذهب المعتزلة وجميع الطوائف الشيعة من الزيدية والجعفرية وذهب أكثر أهل السنة في القرون الأخيرة إلى هذا المذهب أيضاً .
(2) الأولى تبديل عبارات هذه الحدود ، فالقبيح مايذم فاعله والواجب مايذم تاركه .
(158)
علواً كبيراً . وأيضاً لو جاز فعل القبيح لجاز عليه الكذب ، فيرتفع الوثوق بوعده ووعيده وترتفع الأحكام الشرعيّة وينقض الغرض المقصود من بعث الأنبياء والرسل .
(159)