باب في علل أحوال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وعليّ وفاطمة عليهماالسلام
سؤال : لأيّ علّة أعطى اللّه عزّوجلّ أنبياءه ورسله المعجزة ؟
جواب : أعطى اللّه المعجزة لتكون دليلاً على صدق ما أتى به ، والمعجزة علامة اللّه لا يعطيها إلاّ أنبياءه ورسله وحججه ، ليعرف به صدق الصادق من كذب الكاذب .
سؤال : لماذا سمّي بعض الأنبياء ـ أولي العزم ؟
جواب : إنّما سميّ أولوالعزم أولي العزم لأنهم كانوا أصحاب العزائم والشرائع ، وان كل نبيّ كان بعد نوح عليهالسلام ، كان على شريعة نوح ومنهاجه ، وتابعا لكتابه إلى زمن إبراهيم عليهالسلام ، وهكذا الأنبياء من بعده موسى ، وعيسى ، ومحمّد ، صلواة اللّه عليهم اجمعين ـ فهؤلاء الأنبياء الخمسة هم أولوالعزم، وهم أفضل الأنبياء والرسل عليهمالسلام .
سؤال : ما هي علّة حاجة الأُمة إلى النبي والإمام عليهالسلام ؟
جواب : ذلك لبقاء العالم بصلاحه .
روي ان اللّه عزّوجلّ يرفع العذاب عن أهل الأرض إذا كان فيها نبي أو امام ، « وما كان اللّهُ ليعُذِّبَهُم وأنت فيهم » .
سؤال : لماذا صار النبيّ محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم أفضل الأنبياء ؟
جواب : لأنّه كان أول من أقرّ باللّهِ تعالى وأول من أجاب حيث أخذ اللّه ميثاق النبيّ « وأشهدَهُم على أنفسهم ألسَتُ بَربّكُم قالوا بلى » ، فأول نبيّ
(32)
قال : بلى هو النبي محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وسبق الأنبياء جميعا إلى الإقرار باللّه عزّوجلّ .
سؤال : لماذا سمِّي رسول اللّه بالنبيّ الأمي ؟
جواب : إنّما سمّي الأمي لأنه كان من أهل مكة ، ومكة من أُمهات القرى ، وذلك قول اللّه عزّوجل : «وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا»(1).
سؤال : لما ذي سمّي النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم محمّدا ، وأحمد ، وأبا لقاسم ، وبشيرا ، ونذيرا ، وداعيا ... ؟
جواب : سمّي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم محمّد لأنه محمود في الأرض ، أحمد لأنه محمود في السماء ، وأبو القاسم فإن اللّه عزّوجلّ يقسم يوم القيامة قسمة النار لمن كفر ، ويقسم قسمة الجنّة لمن آمن به صلىاللهعليهوآلهوسلم ففي الجنة ، وأما النذير فإنّه ينذر بالنّار لمن عصاه ، وأما البشير فإنّه بشر بالجنّة لمن اطاعه ، وأما الداعي فإنه صلىاللهعليهوآلهوسلم يدعو النّاس إلى دين اللّه ورسالة اللّه عزّوجلّ .
سؤال : لماذا كان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يسلم على الصبيان ؟
جواب : ليكون ذلك سُنّة من بعده .
سؤال : لماذا سمّي النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يتيما ؟
جواب : إنما سميّ يتيما لأنه لم يكن له نظير على وجه الأرض من الأولين والآخرين ، وفي قوله تعالى :
(1) هذا قول ، وهناك أقوال أُخرى تقول : كان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يحسن الكتابة ، واللّه العالم .
(33)
«أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى» أي وحيدا لا نظير لك فآوى اليك الناس ، وعرّفهم فضلك حتى عرفوك .
«وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى» أي منسوبا عند قومك إلى الضلالة ، فهداهم بمعرفتك .
«وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى» أي فقيرا عند قومك يقولون لا مال لك ، فأغناك اللّه بمال خديجة ، ثم زادك من فضله فجعل دعاءك مستجابا حتى لو دعوت على حجر أن يجعله اللّه لك ذهبا لجعله .
سؤال : العلّة التي من أجلها أصبح النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يتيما ؟
جواب : لئلاّ يكون لأحد عليه طاعة .
سؤال : العلّة التي من أجلها لم يبق لرسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ولد ؟
جواب : لأن اللّه عزّوجلّ خلق محمّدا صلىاللهعليهوآلهوسلم نبيا وعليا عليهالسلام وصيا ، فلو كان لرسول اللّه ولد من بعده لكان أولى برسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم من أميرالمؤمنين عليهالسلام ، فكانت لا تثبت وصية أميرالمؤمنين عليهالسلام .
سؤال : ما هي علّة المعراج لرسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ؟
جواب : فما اسرى برسول اللّه محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى السماء ، من أجل أن يريه ملكوت السماوات ، وما فيها من عجائب صنعه وبدائع خلقه ، فقول اللّه عزّوجل : «ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى» . ذلك رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم دنا من حجب النور ، فرأى ملكوت السماوات ، ثم دنى صلىاللهعليهوآلهوسلم فنظر من تحته إلى ملكوت الأرض حتى ظنّ أنّه في القرب من الأرض كقاب قوسين أو أدنى .
(34)
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها سمّي محمّدا ، وعليا ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين عليهم أفضل الصلاة والسّلام ؟
جواب : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلّي بن أبي طالب ... لما خلق اللّه عزّوجل آدم عليهالسلام ونفخ فيه من روحه ، وأسجد له الملائكة ، وأسكنه جنّته ، وزوّجه حوّاء أَمتَه ، فرفع طرفه نحو العرش ، فإذا هو بخمس سطور مكتوبات ، قال آدم : يا رب ما هؤلاء ؟ قال تعالى : هؤلاء الذين إذا شفعوا بهم إلى خلقي شفعّتهم ، فقال آدم : يا رب بقدرهم عندك ما اسمهم ؟ فقال : أما الأول : فأنا المحمود وهو محمّد ، والثّاني : فأنا العالي وهذا عليّ ، والثالث : فأنا الفاطر وهذه فاطمة ، والرابع : فأنا المحسن وهذا الحسن ، والخامس : فأنا ذو الإحسان وهذا الحسين ، كل يحمد اللّه تعالى .
سؤال : العلّة التي من أجلها وجبت محبة اللّه تبارك وتعالى ، ومحبة رسوله وأهل بيته صلوات اللّه عليهم على العباد ؟
جواب : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : أحبوا اللّه لما يغدوكم به من نعمة ، وأحبوني لحب اللّه ، وأحبوا أهل بيتي لحبي .
سؤال : ما هي علّة عشق الباطل ؟
جواب : قال الصادق عليهالسلام عن العشق : قلوب خلت من ذكر اللّه ، فأذاقها اللّه حب غيره .
سؤال : ما هي علّة محبة أهل البيت عليهمالسلام طيب الولادة ، وأن علّة بغضهم خبث الولادة ؟
(35)
جواب : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يا علي من أحبني وأحبك وأحب الأئمة من ولدك فليحمد اللّه على طيب مولده ، فإنّه لا يحبنا إلاّ مؤمن طابت ولادته ، ولا يبغضنا إلاّ من خبُثت ولادته .
وقال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم :
من أصبح يجد برد حبنا على قلبه فليحمد اللّه على بادىءِ النعم ، قيل : وما باديء النعم ؟ قال : طيب المولد .
وكان جابر بن عبد اللّه الأنصاري يتوكأ على عصاه وهو يدور في سكك الأنصار ومجالسهم ، وهو يقول :
عليّ خير البشر ، فمن أبى فقد كفر ، يا معشر الأنصار أدبوا أولادكم على حب عليّ ، فمن أبى فانظروا في شأن أمه .
عن ام سلمه رضي اللّه عنها ، قالت : سمعت رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : لعلي عليهالسلام : لا يبغضكم إلاّ ثلاثة : ولد زنا ، ومنافق ، ومن حملت به أمه وهي حائض .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها كنّى رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام أبا تراب .
جواب : عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم إنه قال : إذا كان يوم القيامة ورأى الكافر ما أعدّ اللّه تبارك وتعالى لشيعة علي من الثواب والزلفى والكرامة قال : يا ليتني كنت ترابا ـ يعني من شيعة علي ـ وذلك قول اللّه عزّوجلّ :
(36)
«وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً»(1) .
يروى عن أبي عمر قال : بينا أنا مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في نخيل المدينة ، وهو يطلب عليا عليهالسلام إذ انتهى إلى حائط فاطلع فيه ، فنظر إلى عليّ عليهالسلام وهو يعمل في الأرض ، وقد اغبار « أي اغبرَّت ملابسه من تراب الأرض » فقال : ما ألوم الناس ان يكنوّك أبا تراب ، فلقد رأيت عليا ... تغير وجهه وتغير لونه ، واشتد ذلك عليه ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : ألا أرضيك يا علي ؟ قال : نعم يا رسول اللّه ، فأخذ بيده ، فقال : أنت أخي ووزيري وخليفتي في أهلي ، تقضي ديني ، وتُبرئ ذمّتي . من أحبك في حياةٍ منّي فقد قُضيَ له بالجنّة ، ومن أحبك في حياة منك بعدي ختم اللّه له بالأمنِ والإيمان ، وآمنه يوم الفزع الأكبر ، ومن مات وهو يبغضك يا علي مات ميتةً جاهليه ، يحاسبه اللّه عزّوجلّ بما عمل في الإسلام .
سؤال : العلّة التي من أجلها كان أميرالمؤمنين عليهالسلام يتختم بأربعة خواتيم ؟
جواب : الياقوت : لنبله ، والفيروز ج : لنصره ، والحديد الصيني : لقوته ، والعقيق : لحرزه ...
سؤال : العلّة التي من اجلها كان أميرالمؤمنين عليهالسلام يتختم في يمينه ؟
جواب : عن الإمام الرضا عليهالسلام قال : إنّما كان يتختم بيمينه لأنه إمام أصحاب اليمين بعد رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد مدح اللّه تعالى أصحاب اليمين ،
(1) سورة سبأ : آية 40 .
(37)
وذم أصحاب الشمال ، وقد كان رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يتختم بيمينه ، وهو علامة لشيعتنا ، يعرفون به ، وبالمحافظة على أوقات الصلاة ... .
ويروى عن سلمان الفارسي رضي اللّه عنه قال : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم لعليّ عليهالسلام : يا علي تختم باليمين تكن من المقربين ، قال : يا رسول اللّه وما المقربون ؟ قال : جبرئيل وميكائيل ، قال : بما أتختم يا رسول اللّه ؟ قال : بالعقيق الأحمر ، فإنّه أقرَّ للّه عزّوجلّ بالوحدانية ، ولي بالنبوة ، ولك يا علي بالوصية ، ولولدك بالإمامة ، ولمحبيك بالجنة ، ولشيعة ولدك بالفردوس .
سؤال : العلّة التي من أجلها سمّي أميرالمؤمنين عليهالسلام : الأنزع البطين ؟
جواب : سأل رجل ابن عبّاس رضي اللّه عنه فقال له : أخبرني عن الأنزع البطين عليّ بن أبي طالب ، فقد اختلف الناس فيه ؟
فقال له ابن عبّاس : أيها الرجل واللّه لقد سألت عن رجل ما وطَأ الحصى بعد رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أفضل منه ، وأنّة لأخو رسول اللّه ، وابن عمه ووصيه ، وخليفته على أمته ، وأنه الأنزع من الشرك ، بطين من العلم ، ولقد سمعت رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : من أراد النجاة غدا فليأخذ بحجزة هذا الأنزع ، يعني عليا عليهالسلام .
سؤال : العلّة التي من أجلها سمّي علي بن أبي طالب عليهالسلام أميرالمؤمنين ؟
جواب : لأنه كان يميرهم العلم ، وذلك ما جاء في كتاب اللّه تعالى : «وَنَمِيرُ
(38)
أَهْلَنَا»(1) .
سؤال : ولماذا سمّي سيفه ذا الفقار ؟
جواب : لأنه ما ضرب به أحداً من خلق اللّه إلاّ أفقره من هذه الدنيا ومن أهله وولده ، وأفقره في الآخرة من الجنّة ، وكان سيفا نزل به جبرئيل عليهالسلام من السماء .
سؤال : لماذى سمّي الإمام القائم قائما ؟
جواب : لما قُتل الحسين عليهالسلام صخّت عليه الملائكة إلى اللّه تعالى بالبكاء والنحيب ، وقالوا : إلهنا وسيدنا أتغفل عمن قتل صفوتك ، وابن صفوتك ، وخيرتك من خلقك ؟ فأوحى اللّه عزّوجلّ إليهم : قروّا ملائكتي ، فو عزتي وجلالي لأنتقمن منهم ولو بعد حين ، ثم كشف اللّه عزّوجل عن الأئمة من ولد الحسين عليهالسلام للملائكة ، فسرّت الملائكة بذلك ، فإذا أحدهم قائم يصلي ، فقال اللّه عزّوجلّ : بذلك القائم أنتقم منهم .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها دفع النبيّ محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى عليّ عليهالسلام سهمين ، وقد استخلفه في المدينة على أهله ؟
جواب : عن أبي هريرة قال : فلما رجع النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى المدينة « بعد انتهاء الحرب مع المشركين وانتصاره عليهم » ـ وكان عليّ عليهالسلام قد تخلّف على أهله ، قسم المغانم ، فدفع إلى عليّ بن أبي طالب عليهالسلام سهمين ،
(1) سورة يوسف : آية 65 .
(39)
وهو بالمدينة متخلف ، « ولم يشترك بالحرب » ـ وقال : معاشر الناس ناشدتكم باللّه وبرسوله ألم تروا إلى الفارس الّذي حملعلى المشركين من يمينى العسكر فهزمهم ثم رجع إليّ فقال : يا محمّد إنّ لي معك سهما ، وقد جعلته لعلي بن أبي طالب ، وهو جبرئيل عليهالسلام ،
معاشر الناس ناشدتكم باللّه وبرسوله هل رأيتم الفارس الّذي حمل على المشركين من يسار العسكر ، ثم رجع فكلمني ، فقال لي ، يا محمّد إن لي معك سهما وقد جعلته لعلي بن أبي طالب ، فهو ميكائيل ، واللّه ما دفعت إلى عليّ عليهالسلام إلاّ سهم جبرئيل وميكائيل عليهمالسلام ، فكبّر الناس بأجمعهم .
سؤال : ما هي العلّة التي أول من يدخل الجنة هو عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ؟
جواب : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي بن أبي طالب : أنتَ أول من يدخل الجنّة ، فقلت : يا رسول اللّه أدخلها قبلك ؟ قال : نعم ، إنك صاحب لوائي في الآخرة ، كما أنك صاحب لوائي في الدنيا ، وحامل اللواء هو المتقدم .
ثم قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا علي كأنّي وقد دخلت الجنة وبيدك لوائي وهو لواء الحمد ، تحته آدم فمن دونه .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها لم يطق أميرالمؤمنين عليهالسلام حمل رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو البطل المعروف ؟
جواب : النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إمام ونبيّ ، وعليّ عليهالسلام إمام وليس بنبيّ ولا رسول ، فهو غير مطيق لحمل أثقال النبوّة ، وإنّ عليّاً عليهالسلام برسول تشرّف ، وبه
(40)
ارتفع ، وبه وصل إلى أن أطفأ نار الشرك .
سؤال : العلّة التي من أجلها سمّيت فاطمة عليهاالسلام فاطمة ؟
جواب : عن أبي هريرة ، قال : انّما سمّيت فاطمة فاطمة لأن اللّه تعالى فطم من أحبها من النّار .
« هناك اسماء عديده لفاطمة الزهراء عليهاالسلام ، اشهرها تسعة اسماء كما روى عن الإمام الصادق عليهالسلام : لفاطمة تسعة أسماء عند اللّه عزّوجل هي : فاطمة ، والصديقة ، والمباركة ، والطاهرة ، والزكية ، والراضية ، والمرضية ، والمحدثة ، والزهراء ، البتول .
ومعنى فاطمة ، فطمت من الشّر ، كما فطمت هي وشيعتها من النار .
وسمّيت الزهراء : لأن اللّه عزّوجل خلقها من نور عظمته فلما أشرقت أضاءت السماوات والأرض بنورها ، ...
وإنّما سمّيت البتول ، لأنها لمتر حمرة قط ، أي لم تحض ، فإنّ الحيض مكروه في بنات الأنبياء .
والعلّة التي من اجلها سمّيت فاطمة الزهراء عليهاالسلام « بالمحدثة » لأن الملائكة كانت تهبط من السماء وتحدث فاطمة عليهاالسلام بأحاديث ، وكانت تناديها كما تنادي مريم بنت عمران ، وكانت مريم بنت عمران عليهاالسلام سيدة نساء عالمها ، وإن اللّه عزّوجل جعل فاطمة عليهاالسلام سيدة نساء العالمين وسيدة نساء الأولين والآخرين ... » .
سؤال : العلّة التي من أجلها كانت فاطمة عليهاالسلام تدعو لغيرها ولا تدعو لنفسها ؟
(41)
جواب : عن الحسن عليهالسلام قال : رأيت اُمي عليهاالسلام قامت في محرابها ليلة جُمعتِها ، فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عمود الصبح ، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسميهم ، وتكثر الدعاء لهم ، ولا تدعو لنفسها بشيء ، فقلت لها : يا أماه لِمَ لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك ؟ فقالت : يا بني الجار ثم الدار .
« نعم تعطينا فاطمة الزهراء عليهاالسلام درسا عمليا في كيفية مداراة الجار والاهتمام به وتفقّده وسد حاجاته إذا نتمكن منها ، ومن الأمور المهمه يجب على من يريد أن يشتري دارا لسكناه عليه أن يتحقق من جاره قبل الشراء فإذا كان الجار صالحا فليقدم على شرائها ، لأن للجار قسطاً من الثمن ... » .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها غسّل أميرالمؤمنين عليّ عليهالسلام فاطمة عليهاالسلام ؟
جواب : عن الصادق عليهالسلام قال : الصدّيقة لا يغسلها إلاّ صدّيق ، ومريم عليهاالسلام لم يغسّلها إلاّ عيسى عليهالسلام .
سؤال : العلّة التي من أجلها رد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم سورة براءة من أبي بكر وبعث عليا عليهالسلام مكانه ؟
جواب : عن ابن عباس ... إن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بعث أبا بكر ببراءة ، ثم أتبعه عليا ، فأخذها منه ، فقال أبو بكر : يا رسول اللّه خيف فيَّ شيء ؟ « وفي مكان آخر : أُنزل فيَّ شيء » قال : لا ، إلاّ أنه لا يؤدي عنّي إلاّ أنا أو عليّ ، وكان الّذي بعث فيه عليّ عليهالسلام : لا يدخل الجنّة إلاّ نفس
(42)
مسلمة ، ولا يحج بعد هذا العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان بينه وبين رسول اللّه عهد فهو إلى مدته .
« وروي أنه ، كان عمر بن الخطاب يقول : كانت لعليّ أربعة ، لأن تكون لي إحدا هنّ أحب إليّ من الدنيا وما فيها ...
سؤال : العلّة التي من أجلها لا تخلو الأرض من حجّة للّه عزّوجلّ على خلقه ؟
جواب : قال الصادق عليهالسلام : لما انقضت نبوة آدم وانقطع أكله أوصى اللّه عزّوجلّ إليه : أن يا آدم قد انقضت نبوتك ، وانقطع أكلك ، فانظر إلى ما عندك من العلم والإيمان وميراث النبوة وأثرة العلم والاسم الأعظم ، فاجعله في العقب من ذريتك عند هبة اللّه ، فإنّي لم أدع الأرض بغير عالم يعرف به طاعتي وديني ، ويكون نجاة لمن أطاعه .
« روى الكثير عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمة الأطهار ، كما يعتقد الكثير من المذاهب والأديان بظهور منقذ في آخر الزمان يملأ الأرض قسطا وعدلاً بعد ما ملئت ظلما وجورا ، ولكن هناك اختلاف في كيفية الظهور وعلائمه وحياته وغير ذلك كلُ حسب معتقداته ومذهبه .
وقد اعتمد المذهب الشيعي لأهل البيت عليهمالسلام على روايات واحاديث عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيته الأطهار أن المهدي حيٌّ يُرزق ومن ولد عليّ عليهالسلام ولكنه غائب عن الأنظار ، وسوف يُظهره اللّه عزّوجل حين يشاء ...
وقد روي عن أميرالمؤمنين عليّ عليهالسلام قال : اللهم لا تخل الأرض من
(43)
حجة لك على خلقك ظاهر ، أو خافٍ مغمور ، لئلاّ تبطل حججك وبيّناتك .
وقال الإمام عليهالسلام : لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت ، ولو لم يبق في الأرض إلاّ رجلان لكان أحدهما الحجة .
هذا وإلى غير ذلك من الروايات والأحاديث الكثيرة التي تثبت أهمية وجود الحجة المنتظر ( عج ) حيّا يرزق وسوف يظهر متى شاء اللّه عزّوجلّ(1) .
سؤال : العلّة التي من أجلها سد رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم الأبواب التي كانت تُفتح إلى المسجد كلها وترك باب عليّ عليهالسلام ؟
جواب : عن ابن عبّاس ، قال : سد رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم الأبواب الشارعة إلى المسجد إلاّ باب عليّ فضج أصحابه لذلك ، فقالوا : يا رسول اللّه لم سددت أبوابنا وتركت باب هذا الغلام ؟ فقال : إنّ اللّه تبارك وتعالى أمرني بسد ابوابكم ، وترك باب عليّ ، إنّما أنا متبّع لما يوحى إليّ من ربي .
« كما روي عن حذيفة بن أسيد الغفاري ، قال : انّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قام خطيبا فقال : إنَّ رجالاً لا يجدون في أنفسهم أن أسكن عليا في المسجد ، وأخرجهم ، واللّه ما أخرجتهم وأسكنته ، بل اللّه أخرجهم
(1) علل الشرائع : ص270 باب 153 .
(44)
وأسكنه ، ... الخ(1) .
كان بعض من الصحابة يحسدون الإمام علي عليهالسلام لقربه من رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكانوا ينغصونه لذلك ، حتى كان يصل بهم الأمر ان يعترضون على رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ويجادلون في حبه لعلّي وقربه منه .
« هناك روايات وأحاديث كثيرة صدرت من رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بحق الإمام عليّ عليهالسلام فيها كل الوضوح على ان أفضل الخلق بعد رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم هو الإمام علي عليهالسلام وهو الخليفة بعده ... » .
(1) علل الشرائع : ص277 .