باب علل أحوال الأنبياء واسمائهم
سؤال : قال آدم عليهالسلام للّه تبارك وتعالى : يا رب ، لو كنت خلقت ـ البشر ـ على مثال واحد ، وقدر واحد ، وطبيعة واحدة ، وألوان واحدة ، وأعمار واحدة ، وأرزاق سواء ، ولم يكن بينهم تحاسد ولا تباغض ... ؟
جواب : قال اللّه تبارك وتعالى : يا آدم ، بروحي نطقت وبضعف طبعك تكلفت ما لا علم لك به ، وأنا اللّه الخالق العليم ، بعلمي خالفت بين خلقهم ، وبمشيتي يمضي فيهم أمري ، وإلى تدبيري وتقديري هم صايرون لا تبديل لخلقي ، وإنما خلقت الجن والأنس ليعبدوني .
« لا اعتراض على الخالق ، ومن أهم أسباب اختلاف البشر والمخلوقات « لتظهر عظمة الخالق وقدرته على كل شيء ، وتتوجه جميع المخلوقات من الإنس والجن إلى عبادته عزّوجلّ ... » .
سؤال : لماذا خَلق اللّه الجنة والنّار ؟
جواب : خلق اللّه الجنّة لمن عبده وأطاعه واتّبع رسله ، وخلق النّار لمى عصاه ولم يتبع رسله .
« وهذا دليل على عدالة اللّه عزّوجلّ ، وجزاء اعمال البشر من خيرٍ وشر ... » .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها خلق اللّه عزّوجل الخلق ؟
(17)
جواب : إنّ اللّه تبارك وتعالى لم يخلق خلقه عبثا ، ولم يتركهم سدىً ، بل خلقهم لإظهار قدرته ، وليكلّفهم طاعته ، فيستوجبوا بذلك رضوانه ، وما خلقهم ليجلب منهم منفعة ، ولا ليدفع بهم مضرّة ، بل خلقهم لينفعهم ويوصلهم إلى نعيم الأبد(1) .
وخلقهم ليأمرهم بالعبادة ، وذلك قوله عزّوجلّ : «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالاْءِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ»(2) .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها سمّي الإنسان إنسانا ؟
جواب : سمّي الإنسان إنسانا لأنه ينسى(3) .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها خلق اللّه عزّوجلّ آدم من غير أب وأم ، وخلق عيسى من غير أب ، وخلق ساير الخلق من الآباء والأمهات ؟
جواب : ليعلم الناس تمام قدرته وكمالها ، وليعلم إنّه على كل شيء قدير ، وليعلموا أنه قادر على ان يخلق خلقا من أنثى من غير ذكر(4) .
سؤال : لماذا سمّي أدريس عليهالسلام إدريس ؟
جواب : إنّما سمّي إدريس لكثرة ما كان يدرس من حكم اللّه عزّوجلّ وسنن
(1) علل : ص56 ، باب 9 .
(2) الذاريات : 56 .
(3) علل : باب 11 .
(4) باب 12 .
(18)
الإسلام وهو بين أظهر قومه(1) .
سؤال : ما هي العلّة الّتي من أجلها سمّي نوح عليهالسلام نوحا ؟
جواب : كان اسم نوح عليهالسلام ـ عبد الغفار ـ وإنما سمّي نوحا لأنه كان ينوح على نفسه ، وبكى خمسمائة عام(2) .
سؤال : لماذي سمّي الطوفان طوفانا ؟
جواب : لأن الماء طفا فوق كل شيء(3) .
سؤال : لماذا أغرق اللّه عزّوجل الدنيا كلها في زمن نوح عليهالسلام وفيهم الأطفال ومن لا ذنب له ؟
جواب : عندما أغرق اللّه عزّوجل قوم نوح لم يكن فيهم الأطفال ، لأنّ اللّه أعقم أصلاب قوم نوح وأرحام نسائهم أربعين عاما فانقطع نسلهم ، وأما الباقون من قوم نوح عليهالسلام فأغرقوا لتكذيبهم لنبيّ اللّه نوح عليهالسلام ، والبعض منهم أغرقوا برضاهم تكذيب المكذبين ، ومن غاب عن أمرٍ فرضي به كان كمن شاهده وأتاه(4) .
سؤال : العلّة التي من أجلها سمّيت قرية نوح قرية الثمانين ؟
جواب : لماهبط نوح عليهالسلام إلى الأرض كان هو وولده ومن تبعه ثمانين نفسا فبنى حيث نزل قرية فسماها قرية الثمانين ، لأنهم كانوا ثمانين .
(1) باب 19 .
(2) باب 20 .
(3) باب 22 .
(4) علل 25 .
(19)
سؤال : لماذا قال اللّه عزّوجلّ لنوح في شأن ابنه ـ أنه ليس من أهلك ؟
جواب : لأنه كان مخالفا لأبيه ، خالفه في دينه وعصاه ، فنفاه اللّه عزّوجلّ عنه حين خالفه .
سؤال : لماذا كان أكثر الأنبياء عليهمالسلام يرعون الغنم ؟
جواب : حتى يعلّمهم رعية الناس .
سؤال : لماذا اتخذ اللّه عزّوجلّ إبراهيم عليهالسلام خليلاً ؟
جواب : لكثرة سجوده على الأرض ، وقيل : لأنه لم يرد أحدا ولم يسأل أحدا غير اللّه عزّوجلّ ، ولكثرة صلاته على محمّد وأهل بيته صلوات اللّه علهيم .
وقيل : لإطعام الطعام ، وصلاته بالليل والناس نيام(1) .
حكمة : روي انّة لما جاء المرسلون إلى إبراهيم عليهالسلام قدّم لهم عجلاً مشويّاً ، فقال لهم : كلو ، فقالوا لا نأكل حتى تخبرنا ما ثمنه ، فقال : إذا أكلتم فقولوا : بسم اللّه ، وإذا فرغتم فقولوا : الحمد للّه .
فالتفت جبرئيل إلى أصحابه وكانوا أربعة وجبرئيل رئيسهم ، فقال : حق للّه أن يتخذ هذا خليلاً .
وروي أنه لما ألقي إبراهيم عليهالسلام في النّار تلقاه جبرئيل عليهالسلام في الهواء ، وهو يهوي ، فقال له : يا إبراهيم ألك حاجة ؟
فقال: أما إليك فلا .
(1) باب 32 .
(20)
سؤال : ما هو معنى إسرائيل ؟
جواب : معناه : عبد اللّه ، لأن ـ إسرا ـ هو عبد و ـ إيل ـ هو اللّه عزّوجلّ .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها يبتلى النبيّون والمؤمنون ؟
جواب : عن الصادق عليهالسلام : « إنّما يُبتلى المؤمن على قدر أعماله الحسنة فمن صح دينه وصح عمله اشتد بلاؤه(1) ... »
وعنه عليهالسلام قال : لو أن مؤمنا كان في قُلة جبل لبعث اللّه عزّوجلّ إليه من يؤذيه ليأجره على ذلك .
وروي أن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : ما زلت مظلوما منذ ولدتني أمي حتى كان عقيل ليصيبه رمد فيقول لا تذروني حتى تذروا عليا ، فيذروني وما بي من رمد(2) .
سؤال : كم كان عُمر يوسف يوم ألقوه في الجب ؟
جواب : كان ابن تسع سنين .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها لم يخرج من صلب يوسف نبي ؟
جواب : لأنه لما التقى يوسف يعقوب ترجل له يعقوب ولم يترجل له يوسف ، فلم ينفصلاً من العِناق حتى أتاه جبرئيل فقال له ، يا يوسف تَرجَّلَ لَكَ الصديق ولم تترجل له ، « اي ترجل لك ابوك ولم تترجل له احتراما » ابسط يدك فبسطها ، فخرج نور من راحته ، فقال له يوسف : ما هذا ؟
(1) البلاء بمعنى الإمتحان ـ اشتد امتحانه .
(2) علل : باب 40 .
(21)
قال : هذا آية لا يخرج من عقبك بنيّ عقوبة لك بما صنعت بيعقوب إذ لم تنزل إليه(1) .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها اصطفى اللّه عزّوجلّ موسى لكلامه دون خلقه ؟
جواب : لتواضعه إلى اللّه ،
عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : أوحى اللّه عزّوجلّ إلى موسى عليهالسلام : أتدري لما اصطفيتك لكلامي دون خلقي ؟ فقال موسى : لا يا ربّ ، فقال : يا موسى انّي قلبت عبادي ظهرا لبطن فلم أجد فيهم احدا أذلّ لي منك نفسا ، يا موسى إنّك إذا صليت وضعت خديك على التراب .
سؤال : لماذا قال اللّه عزّوجلّ لموسى عليهالسلام : فاخلع نعليك ؟
جواب : لأنها كانت من جلد حمار ميّت(2) .
سؤال : ما هو اسم الجبل الذي كان عليه موسى عليهالسلام لما كلّمه اللّه عزّوجلّ ؟
جواب : كان اسمه ـ طور سيناء ـ وكان عليه شجرة الزيتون « وكل جبل يكون عليه ما ينتفع به من النبات والأشجار سمّي ـ طور سيناء »(3) .
سؤال : لماذا قال هارون لموسى عليهماالسلام : يابن أُم ، لا تأخذ بلحيتي ، ولم يقل
(1) علل : باب 47 .
(2) علل : باب 55 ـ 60 .
(3) علل : باب 55 ـ 60 .
(22)
له : يابن أبي(1) ؟
جواب : إن العداوات بين الأخوة أكثرها تكون إذا كانوا بين علات ، ـ اي من امهات شتى ـ ومتى كانوا من ام واحدة قلّت العداوات بينهم ، وكان هارون أخا موسى من ام واحدة وأب واحد .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها سمّي فرعون ذا الأوتاد ؟
جواب : لأنه كان إذا عذب رجلاً بسطه على الأرض على وجهه ومديديه ورجليه فأوتدها بأربعة أوتاد في الأرض ، وربما بسطه على خشبة منبسطة فوتد رجليه ويديه بأربعة أوتاد ، ثم تركه على حاله حتى يموت ، فسماه اللّه عزّوجلّ : « وفرعون ذا الأوتاد » لذلك .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها تمنى موسى عليهالسلام الموت ؟
جواب : عندما اضطجع موسى عليهالسلام في القبر الّذي حفره ملك الموت ، ورأى مكانه من الجنّة ، طلب من اللّه أن يقبض روحه ، فقبض ملك الموت روحه ودفنه في نفس القبر .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها سخّر اللّه الريح لسليمان عليهالسلام ؟
جواب : أراد اللّه عزّوجلّ أن يقول لسليمان : لو سخرت لك جميع ملك الدنيا كما سخرت لك هذه الريح ، لكان زوالها من يدك كزوال الريح ... « فتأمل » .
سؤال : من هم أكثر عددا الناس ، أم بنو آدم ؟ ولماذا ؟
(1) علل : باب 55 ـ 60 .
(23)
جواب : الناس أكثر عددا من بني آدم ، لأنك إذا قلت الناس دخل آدم فيهم ، وإذا قلت بنو آدم فلم يدخل آدم معهم ونقص آدم من الناس .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها توقد النصارى النار ليلة ميلاد المسيح وتلعب بالجوز ؟
جواب : لما جاء المخاض إلى مريم عليهاالسلام ولجأت إلى جذع النخلة اشتد عليها البرد فعمد يوسف النجار إلى حطب فجعله حولها ثم أشعل فيه النار حتى دفئت ، وكسر لها سبع جوزات فأطعمها ، فمن أجل ذلك توقد النصارى ليلة الميلاد وتلعب بالجوز .
سؤال : لماذا سمّي الحواريون الحواريين ؟ ولماذا سمّيت النصارى نصارى ؟
جواب : الحواريون ـ من الحوار ـ وكانوا يقصّرون ثيابهم ويغسلونها من الوسخ ، وسمّي الحواريون لأنهم كانوا مخلصين في أنفسهم ، ومخلصين لغيرهم من أوساخ الذنوب بالوعظ والتذكير .
وسمّي النصارى لأنّهم كانوا من قرية اسمها ـ ناصره ـ من بلاد فلسطين الآن في فلسطين نزلتها مريم ونزلها عيسى عليهماالسلام بعد رجوعهما من مصر .
(24)