طاهر التميمي
الاديب الشاعر الاستاذ طاهر بن جاسم بن محمد بن مساعد بن مطرود بن رشيد بن عبد الله بن صنيع التميمي والمعروف في اوساط الاقتصاديين والادباء وشعراء اهل البيت عليهم السلام باسم(طاهر التميمي) من مواليد البصرة عام 1939 من عائلة عمالية بسيطة حيث كان والده الحاج جاسم رجلا وقورا مجالسا لعلماء زمانه ومحبا للخير والعطاء وكان لمجالسته اهل التقى والدين بالغ الاثر في نشأة ولده طاهر بخاصة السيد عبد الحكيم الموسوي الصافي، كذلك فقد تتلمذ على يد الكتاتيب(الملة)وحفظ عنهم القران باجزاءه كافه فضلا عن خطب الامام علي ()عن ظهر قلب مرورا بالفية ابن مالك والاجرومية وقد بز اقرانه في مختلف مراحله الدراسية وتفوق.
كتب الشعر وهو طالب في الدراسة المتوسطة حيث تتلمذ على يد استاذه أحمد سالم فرج في دراسته الابتدائية وعبد الكريم السوادي في الدراسة المتوسطة واستمر بمطالعاته الادبية ثم تعهده في بدايات الستينات الاستاذ غالب الناهي بالاهتمام والتوجيه وكان له الفضل في صقل تجربته الشعرية وتقديمه للجمهور البصري. شارك مع نخبة من ادباء البصرة بتأسيس فرع جمعية المؤلفين والكتاب العراقيين في محافظة البصرة وانتخب في هيئتها الإدارية امينا للصندوق.
اتسم شعره دائما باهتماماته الوجدانية والاجتماعية والسياسية وأصبحت قضية فلسطين حاضرة في أغلب بواكير اعماله الشعرية، ولعل الاشراقة الدينية طبعت جانبا مهما من عطائه الشعري وترجمت عواطفه وايمانه وولاءه مستلهما ذكرى الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله)وحياته ونهجه الكريم فضلا عن مدائح ومراثي اهل بيت النبوة المطهر.
فلسفته الشعرية تنطلق من الالتزام بقضايا الإنسان وحريته في كل مكان وتتحدد بعدئذ بهموم الوطن ونصرة الإسلام والرسالة المحمدية، ويستلهم النظرة المستقبلية لترجمة الأماني الوطنية عملا خلاقا وواقعا إنسانيا رائعا بلا خوف بلا ظلم بلا تبعية وبلا نفاق مؤكدا انتماءه بقوله: (انا انتمي للحق امنحه الفدا والعمر كله). سافر إلى بغداد لاكمال دراسته الاعدادية في الثانوية الجعفرية ومن ثم لدراسة الاشعة التشخيصية حاصلا على شهادة الدبلوم ومارس العمل لسنوات طويلة بعد خدمة العلم كضابط احتياط وقدم ابحاثا قيمة في هذا المجال نشرت في مجلة ((BRITISH RADIOGRAPHERS JOURNAL))وكان قد تعرض إلى مضايقات شديدة من قبل رؤساءه في العمل بسبب مواقفه الصريحة والمعادية للحزب الحاكم، حتى اعتقل على ايدي جلاوزة النظام عام 1974 بسبب انتقاده لسياسة البعث البائد.
دراسته
تخرج من جامعة البصرة كلية الإدارة والاقتصاد حاصلا على المرتبة الأولى في الجامعة بمعدل 93%.95 وبتقدير امتياز وقد حصل على قبول من جامعة STATE UNIVERSITY OF NEW YORK BUFFALO وقد رفضت السلطات طلب الالتحاق بالجامعة المذكورة.حيث يقول:
كل دهري حكاية قد رواها لبني الناس موهم أو سخيف
قال هذا الفتى بغي انتماء كيف يحيا وتزدريه الطيوف
دونما موطن ودون حقوق حسبه العيش ان طوته الكهوف
طلبت اليقين ولم ياتني بشيء يريح مستخرجا
وجاءت ردود من الجامعات تردد(مش بوزك)المزعجا
فليت القبول غدا ممكنا لنيل الشهادة أو يرتجى
فدعك من العلم فهو المنال لمعتسف حظه منهجا
فان (التمستر والدكتراه) لغيرك حسبك ان تلهجا
وخل الشهادة محض الكفاف تظل تكابدها لاعجا
اتيت (قبيس) بكف سعت اليك وداد ولن تفلجا
وسهل تقاعدي اني عزمت تنلني المرام وكل الرجا
فترك الوظيفة ياصاحبي وحقك عندي الهدى والحجى
حنانيك (محمود الحبيبُ) ولاتقل لماذا ؟ ولا تسأل إذا انعدم العذرُ
ولا كيف ؟ بل أين الحقيقة ؟ إنما بذلنا الذي نسطيع ُفأنقلبَ الأمرُ
ترى هذه الدنيا معارةَ غافلٍ إذا رامها حرٌّ وحقكَ... تزوّرُ
نقيضان (يا محمودُ) أنى تآلفاً على سطح هذي الأرض، رعديدأو حرُّ
وهذا محالٌ أن يعايشَ (عالمٌ) كريم أخا زيفٍ وإن كان يضطر
كأني وإياك الحميمان مبدأً وصنوان قد أغناهما الصدق والبرُ
أرادوا لنا لبساً وما كان لبسهم يناسب جسمينا، فأنظفه... قذرُ
وهل كان لبس الزيف إلا خديعةً وبهرج مخدوعٍ يضلله البهرُ
فشتان بين التبر والترب سيدي وإن موهوا الزرياب كي ينفقُ الصفر
حنانيك يا (محمود) لا بأس أن ترى تراثك نهباً أو ينازعك المكر
فإن لم تنل حقاً فقاعدة الحيا وإن نلتَ، فاستثناءُ ما يبلغ الفكر
وإن حجبوا واستغفلوا حق بعثتي وهان عليهم أن يقودهم الوزر
توقعت هذا الأمرَ منهم... وإنما أردت لهذا السرّ يفضحه الجهرُ
ولو قيل لي بعت السعادة بالجفا (لقلتُ هما أمرانِ أحلاهما مرُ)
[] في جامعة البصرة
خدمته في جامعة البصرة /كلية الإدارة والاقتصاد أ. مشرفا عاما على مكتبة الكلية 1977-1979 ب.عضوا في لجنتها العلمية. ج. مدير لدورات التدريب في الكلية (التعليم المستمر) د. قام بتدريس المواد :-
أولا: تطور الفكر الاقتصادي.
ثانياً: تأريخ الفكر الاقتصادي.
ثالثاً: اقتصاد العمل.
رابعاً: المالية العامة، طرق البحث العلمي.
خامساً: السياسة الزراعية.
سادساً: علم الاجتماع
في 1/4/1979 نقلت خدماته إلى جامعة الموصل / كلية الإدارة والاقتصاد وقد مارس الاعمال التالية:- أ. في مركز البحوث الإدارية والاقتصادية انجز أكثر من (ثلاثين) بحثا منشورا، عدا الدراسات والمقالات وبعض المقالات المترجمة. ب. في قسم الاقتصاد : اصدر وآخرون عدة كتب مشتركة مطبوعة ومنهجية.
اولا: أساسيات الاقتصاد الصناعي/ط1 مطابع جامعة الموصل 1984. ويدرس لطلبة الثالث والرابع.
ثانيا: مدخل في نظم المعلومات الإدارية والاقتصادية/ ط1 وط2 وهي طبعة منقحة ومزيدة لطلبة الرابع الاقتصاد 1981 ط1- 1984 ط2.
ثالثا: إدارة المنشات الصناعية/ ط1 وهو مقرر أيضا لطلبة الرابع إدارة وطلبة الدراسات العليا.
رابعا: ستراتيجية الامن الغذائي لمنطقة الخليج العربي حتى عام 2000 (ط1 عام 1981) الموصل.
خامسا: وقائع الندوة العلمية والتربوية لجامعة الموصل 1981.
إضافة إلى ما ذكر:
بعد تقاعده وعمله كخبير اقتصادي في غرفة تجارة وصناعة بغداد اواخر الثمانينات.
سادسا: كتاب السلامة المهنية في المشاريع الصناعية 1989-1990.
الكتب غيرالمطبوعه:
سابعا: احكام العمل ونظام الحوافز الدافعة في الفكر الاقتصادي الإسلامي (دراسة في الاستطراد النظري) عام 1986 تم تقييمه من قبل لجنة الخبراء في المنظمة العربية للعلوم الإدارية وأُعدَّ للطبع لولا حرب الخليج وتداعياتها عام 1990 حالت دون ذلك.
ثامنا: مكة المكرمة حواله الاسواق والرواج الاقتصادي، دراسة في تاريخ مكة المكرمة
الاقتصادي/1987.
تاسعا: مبادئ التربية والتعليم في الإسلام/1989.
عاشرا: النظرية النقدية عند الامام المقريزي/1991.
ج. البحوث العلمية المنشورة: أكثر من (سبعين) بحثا منشورة في المجالات الاكاديمية المحكمة (عراقية وعربية واجنبية, بحوث ثقافية عامة), ونشر أيضا أكثر من (خمسين) بحثا في المجالات الثقافية العامة.
د. البحوث العلمية غيرا لمنشورة : ثمة أكثر من (خمسين) بحثا تنتظر النشر ونسأله تعالى التوفيق في ذلك.
هـ. المؤتمرات العلمية والندوات: شارك باحثنا واديبنا في أكثر من عشرين ندوة علمية محلية وعربية واسهم في أكثر من عشر مؤتمرات علمية محلية وعربية.
و. عضوية الجمعيات والمنظمات :
اولا: عضو في نقابة المهن الصحية.
ثانيا: عضو مؤسس في حمعية المؤلفين والكتاب العراقيين/ فرع البصرة.
ثالثا: عضو في جمعية الاقتصاديين العراقيين.
رابعا: عضو في جمعيات ومنظمات أخرى.
ز. اعد محاضراته التي القاها على طلبته وطبعها بالرونيو.
ط. كان عقد التسعينات حافلا بمجالسه الدينية والعلمية والادبية فضلا عن مراثي اهل البيت وكان صاحب مجلس لايمل فعطائه غني ما ان تساله عن مسألة في الادب في الدين فقها واصولا وفي العلوم المختلفة حتى يجيبك معززا بالايات القرانية وابيات الشعر وكان يحفظ حتى استشهاداته في الايات ويعطيك رقم الاية والسورة التي يستشهد بها أثناء حديثه وكان تمتعه بالشعر قد غدا كصنعه وتمكن منه حتى ان شئت وصفه لك اي جلسة واي موضع انت فيه فيصف لك ذلك شعرا وارتجالا اي ان الشعر لديه قد فاق الفطرة إلى التمكن منه ومن بحوره وقد امتلك مفردات غزيرة ساعده في ذلك نشاته الأولى التي عرجنا عليها في المبتدأ وسعة اطلاعه وقراءته فهو يملك مكتبة عامرة بمختلف العلوم والاداب كان حصته للقراءة يوميا من الزمن ثلثي اليوم تقريبا ان لم يكن للقراءة فيكون لكتابة ما استوعب وما كانت الحاجة تتطلب في أن يخط يراعه علوما, ادبا, شعرا، وفكرا. كان شديد التاثر والاحساس بما يجول في الساحة العراقية والإسلامية والعربية والعالمية. وشدة ما آذاه مما مر به عراقنا الجريح من احن ومحن وويلات يشيب منها الرضع من تكالب القوى الطامعة والظلاميين من الصداميين وخلفائهم الزرقاويين على عراقنا مهد الحضارة, توعب شعره مضان التاريخ ورجالاته وكان الشعر ينساب من يراعه كالشلال في تدفقه ريا رويا مفعما بالحيوية من خلال ما عززته الآي الكريم والمعاني القرانية النبيلة وكتب آل البيت ويتقدمها نهج البلاغة لأمير المؤمنين، كانت القضايا المصيرية والصراع الإنساني متجسدة في شعره وادبه كقضية فلسطين، الصراع في البوسنة, الشيشان والطغيان الذي تعرض له الشعب العربي بعامة والعراقي بخاصة وكذا قضية سقوط اقنعة حكام العرب واكتشاف الضحضح القذر الذي سقطو فيه وعلى سبيل المثال لا الحصر رحلة العار السادات وارتمائه في احضان الدولة العبرية اللقيطة إسرائيل وما تلاه من الزعامات الهشة كهادم الحرمين وحسين الأردن وكثير غيره ناهيك عن رمز العمالة وهدام الإسلام والشرق الأوسط وعدو الحضارة والإنسانية والبيئة والطبيعة الذي دمر بعصابته اغنى بلد في العالم وجعله وشعبه من افقر البلدان واغرقه بالديون والحروب الدموية حتى قدمه على طبق من ذهب إلى اسياده والذين درّبوه وفاق ما كان مرجو منه في تحقيق حلم الماسونية العالمية وابنتها البارة إسرائيل في تحقيق مبدأهم المريض بخارطتهم المزعومة (من الفرات إلى النيل) فقد اختزل الزمن لهم من ثلاثمائة عام إلى ثلاثين عاما تقريبا وهو مالم تحققه كل مجالس شيوخهم وعمومهم وكنيسهم الصهيوني وبكل حقبهم الزمنية وشخوصهم(عزرا وايزمن, موشي دايان, كولدا مائير, هنري كسنجر, بيغن, شامير ريغان, تاتشر... والقائمة تطول)وذلك بمساعدة البوشين وريغان وهدام الحرمين الشريفين وغيرهم أدخلوا العراق بثلاث حروب طاحنة ناهيك عن الحرب الاقسى والأكثر إيلاما بحصار الشعب لثلاثة عشر سنة اسقطت الكثير من أبناءه في مستنقع الجوع والعوز وفساد الاخلاق والذمم، وقطع رقاب رجالات شعبي الكبار كباقر الصدرو صادق الصدر(قدس سريهما) والكثير الكثير من العلماء الاعلام كان ينوشهم بالحبس والقتل أو التشريد والمطاردة كذلك نالت من يخالف فكره الدموي الماسوني البعثي البغيض وبخاصة اتباع آل البيت العلوي المطهر والشرفاء الذين يرفضون حياة الذل والخنوع للمستبد إذ يقول في بعض شعره:
كان أغراني ذوالولوع بقتلي وآصطفاني لأستبيح سؤالي
قال: ماتشتهي فحسبك تهنا بالأماني العذاب صفوالزلال
ولك المال والثراء ودنيا والنفوذ العريض شأو التعالي
ولك الجاه والشهادات تترى إن تناسيت جهلنا بالحلال
أو تجاهلت ماعملنا وشئنا وركبنا مدار قيل ٍوقال
وطمست الضمير في كل صدر غير داع ٍإلى الهدى والمعالي
قلت : ُويح النفاق يشربه العبدُ خنوعا ًمعفرا ًكالفعال ِ
ويميني لو هادنتكم يميني يومَ ضعفي لقطعتهَا شمالي
لا أُُبالي أجاءني الموت مُراًأو جفتني حليلتي أو عيالي
أو سقتني الحياة كأساً دِهاقاً من صميم الجحيم لستُ أُبالي
أو فقدتُ اللسان كان يراعي منطقي الحق وشفار العوالي
أو فقدت اليمين ثُمّ شماليكانت الساق مذودي واحتمالي
وإذا الساق قد أضاعوا فعندي ألفُ جنحٍ يحملنني للنضالِ
وفؤادي لو مزقوهُ فحسبي ما تبقى برغمِ هول اغتيالي
كل ما يفعلون بي محضُ قتلٍ ليسَ يطوي عقيدتي أو يُدالي
[] أيامه الأخيرة حتى وفاته
لقد دهم داء السكر العضال شاعرنا التميمي في سن مبكرة وهو في الثلاثينات من عمره وكان شديد الالتزام بالحمية الغذائية بابتعاده عن كل ما هو لذيذ من الطعام إلا أن المرض اشتد عليه وهو في الثامنة والخمسين من عمره أطفأ إحدى باصرتيه وكان لذلك شديد الأثر على نفسه الرقيقة الحساسة بسبب شغفه وحبه للقراءة بنهم شديد وكذا الكتابة وكان انعكاس ذلك عليه كبير، حتى جعلته الحالة بسبب شدة تكالب المرض عليه ودخوله المتكرر إلى المشافي وتعرضه إلى الغيبوبة التي اضطرته إلى ترك التدخين الذي كان قد اخذ منه مأخذا في صحته وعافيته، وأفقدته قابليته الغزيرة في كتابة الشعر واستمرت والحال هذه قرابة السنتين أي تقريبا من منتصف عام(2000ولغاية2002) وعاد الشعر ينساب كما كان في عاميه الأخيرين من عمره وكتب العديد من القصائد منها روائع في حب آل البيت المطهر وفي انتظار الفرج للإمام (أرواحنا لتراب مقدمه فداء) وكان في إحدى قصائده ينعي نفسه وذلك قبل وفاته بما دون المائة يوم إذ يقول في قصيدته (تأملات في الموت):
أرى الموت استقام بدا وشيكا ينازعني ويجذبني إليه
هكذا ودعنا شاعرنا الفذ طاهر التميمي إلى جنة الخلد إن شاء الله حاملا معه تراثه العلمي والأدبي الثر أملا فيهما شفاعة الشفعاء ومغفرة الله سبحانه وتعالى والدرجات العليا العلية في جنات النعيم مجاورا أسد الله الغالب وإمام المتقين وسيد الشافعين أمير المؤمنين ().
ورحت للنجف القدسي تطلبها تجاور المرتضى فاختارك القدر
فإختارهُ الله أن يأتي على عجل إلى الجوار فلبى وابتدأ السفر
هذي الحياة وان طابت فمرحلة لابد نعبرها يوما كما عبروا
[] قالوا فيه
1. الشيخ محمد علي راضي المظفر من أدباء العصر في الستينات بتاريخ 20/10/1975م (فاني لا أحابي ولا آرائي إذا ما قلت إن شاعرنا التميمي المعاصر هو نابغة زمانه وكميت ميدانه فلا أقيس به المعروف معروف والزهاوي الموصوف وهو مهيار الأدباء ومتنبي الشعراء وهو الفرزدق الثاني في عصر التجدد فان لقوافيه وقع إقدام ووقع في نفوس أدباء عصره وشعراء مصره يقام لقوافيه ولا يقعد فلتهنأ تميم فرزدقها الثاني فهو ابن بجدتها ورافع لواء مجدها وباني صرح عزها وفخرها فمرحا لتميم ومرحا لأبي جمالها مفخرة أهل الفخر والكمال الولد البار بآبائه الأبرار الطاهر طاهر التميمي (حفظه الله).
2. شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري : غني عن التعريف عام 1969 أثناء انعقاد مهرجان الأدب السابع ببغداد (أنت خليفتي في الشعر)
3. الأستاذ عبد الأمير العبود (وزير الزراعة السابق) كان أستاذه في دراسته الاقتصاد بجامعة البصرة بتاريخ20/11/2004 وفي مجلس العزاء المقام لفقيدنا الشاعر (المرحوم طاهر التميمي: من البشر الذي يترك بصمته في ذهن من يلقاه وان كان لقاءه قصيرا به لا يتجاوز الدقائق المعدودات فان المتلقي لا ينساه لسنوات طوال لتأثيره في القلوب والعقول بما يحمل من معانٍ.
4. الأستاذ الأديب محمد حسين العبيدي : (مدير التحويل الخارجي في البنك المركزي العراقي) في رثاء المرحوم (الحفل التأبيني الأول 31/12/2004) (لقد ترك التميمي الراحل ثروة تزيد على مليارات (روكفلر) لأنها ليست أوراق نقدية بل أولاد نجباء وتأليف علمية هامة ودواوين شعرية أغلى من الجواهر، ولكن هل اندرس ذكر المتنبي أو أبو فراس الحمداني أو أساطين الآداب والعلوم والمعارف؟ وسيبقى الطاهر واحدا من حزام الجواهر الذي أحاط بي في رحلة الحياة وان وفاته لن تطفئ أنواره فهو كوكب دري لا يأفل أبدا.. وقال أيضاً وإذا كان (أبو تميم) اقتصادياً يبحث في النظريات ويتعامل بالخطط والمناهج المالية، فمن أين له هذه الثروة الأدبية والطلاوة في الأسلوب وعذوبة الجمل، من أين له أنغام (نزار قباني) وفخامة شعر (أبو الطيب المتنبي) ودسامة ما قاله (الشريف الرضي)؟!)
5. الأستاذ الأديب الدكتور سعيد عبد الله أحمد التكريتي:- وهو يعاني الغربة في بلاد الإنجليز في رسائل بعثها بتاريخ 2/10/1985 و 3/8/1987 و 20/10/1987 وعلى التوالي. قال(أخي أبا جمال يا طهر نفسي ويا أخي الحبيب أرجو أن اسمع منك على الدوام وأرجو أن تتحفني بأحد دواوينك في المستقبل أنه العلاج الوحيد لآلامي. فرحت بجهودك وبمنشوراتك فأنت رجل عبقري- لا غرابة في الأمر فلك الباع الطويل في بلوغ المجد والسؤدد)...(وسيأتي اليوم الذي يقدم فيه بعض طلبة الماجستير والدكتوراه أطروحة دكتوراه حول صديقي الشاعر (طاهر التميمي) أو صديقي الأديب (حسين جليل)وسيبحثون عني، فلدي مادة غزيرة عن هذين الرجلين لم تنشر سأحفظها طوال حياتي وسأتركها لأولادي بعد موتي) قال ذلك أمام جمع من طلبة عراقيين دارسين في انكلترا واحدهم قدم أطروحته للدكتوراه عن (الشاعرعبد الوهاب البياتي)... وقال أيضا(فتحت الحقيبة الخاصة الثمينة جدا في حياتي والتي اخزن فيها نوادر الذكريات فتصفحت رسائلكم منذ بداية السبعينات والتي تحتوي على درر القصيد فوجدت أن لدي ديوانا كاملا من أشعاركم التي افتخر بها وأضمها بين أضلاعي ومن بين المدخرات الثمينة لدي وجدت تلك القصيدة التي نظمت من قبلكم جميعا وبالتناوب وبنفس القافية عندما زرت البصرة عام 1968مع خطيبتي انتم أعضاء جمعية الكتاب والمؤلفين). (حل المنى ومنى في رفقة معه فمرحبا بهما الشمس والقمر)
6. الأستاذ المتمرس في الاقتصاد الدكتور محمود محمد الحبيب في رسالة له بتاريخ 21/12/1990 إذ قال: (بين يدي رسالتك الخضراء اللون والعواطف... سرني جدا ما حملته خضراء الدمن من نثر وشعر وشعرت بغبطة عميقة لإنهائك بحثك حول التربية والتعليم في الفكر الإسلامي... المفاجأة طول البحث إذ لم أتصور انه سيمتد على طول هذه المساحة، وأعجبني ثبت الموضوعات الذي غطى إعلاما وقضايا رائعة.. أي معين هذا الذي تمتلك يا أبا جمال زادك الله يقظة واندفاعا فأنت تستحق لقب ((الباحث العلمي)) عن جدارة ألف تهنئة. بصدد (المراجعة) أو (التقديم) سيصعب علي كتابة شيء رغم ثبت الموضوعات تحت أنظاري.. من حيث المبدأ، فهذا شرف أن أسهم في كتابة المقدمة ولا ضير أن تعد ولو بعد دفع المخطوطة إلى الطبع فترسل بعد ذلك، سأفعل يا أبا أروى.. سأفعل.. إن كتابك سيحدث دويا). وفي رسالة أخرى بعث بها بعد أن أجيزت رسالة دكتوراه لأحد طلابه في جامعة البصرة كان مشرفا عليها. قائلا: وتمر وجوه الشباب ويحملون الدكتوراه فأتذكر بألم لا يخلو من حزن قاتل صديقا باحثا من طراز فريد أخي التميمي، وكيف وضعوا المطبات في طريقه ولو انه في رأيي يعادل في الكفة حفنة من ذوي الألقاب).وقال مؤبنا ًله: قد كنت آمل أن تقول رثائي يامنصف الموتى من الأحياء
7. الدكتور وجيه العلي: عميد كلية الإدارة والاقتصاد والتي تخرج منها الشاعر التميمي في رسالة بعث بها بتاريخ 28/6/1981 قائلا((سعدت لهذا الخبر باعتباره يمثل بريق أمل جديد بتكملة الدراسة والحصول على الشهادة العليا.. صحيح أن حصولك يا أخ طاهر على الشهادة العليا يمثل طموح شخصي خاص بك لكنك أرجو أن لاتنسى بأن حصولك على الشهادة العليا هو أيضا أمنية عزيزة يتمناها لك أساتذتك وزملائك وجميع من عرفوك، فأنت الخريج الأول الذي نجح بامتياز لا نظير له، كما أنك الباحث والأديب المبدع والتدريسي الناجح وقبل كل هذا وذاك انك الإنسان الطيب النبيل الشهم الذي يستحق كل الخير والتقدم))
8. الأستاذ الدكتور محمد الرميحي رئيس تحرير مجلة العربي في رسالة بعث بها بتاريخ 30/6/1987 إذ يقول : (فاني لا أملك إلا أن اعبر عن تقديري لجهدكم وجلدكم وصبركم في قراءة موضوعات العدد ثم التعليق عليها، وإننا في هيئة التحرير نحاول الاستفادة من مجمل الآراء التي وردت في تعليقاتكم، قرأت ملاحظاتكم على العدد 341 فوجدت فيها استكناهاً ذكيا لما ورد في الكثير من مواد العدد وان كان طابعها الإيجاز والسرعة فشكرا لك على بذل هذا الجهد المضني، قراءة وكتابة وتواصلا، بارك الله فيكم.. وأبقاكم ذخرا للعلم والمعرفة)
9. الأستاذ طالب الطاهر المدير العام لمنظمة المدن العربية (الأمانة العامة) بتاريخ 6/1/1987 و 21/10/1987 قائلا (إن أسلوبكم الشيق وأمانتكم العلمية موضع إعجابنا على الدوام.. وغني عن القول.. إننا نرحب بنتاجكم دائما ونعتبركم من اقرب أصدقاء المجلة والمنظمة وذلك من موقع التقدير لكم ولعلمكم الغزير، وأرجو أن تظلوا على ثقة من إننا في منظمة المدن العربية نكن لكم تقديرا واحتراما خاصين لما تتحلون به من ثقافة عميقة وسعة اطلاع راجين لتعاوننا إن يستمر وان تواصلوا إثراء المجلة بنتاجكم القيم))
10. الأستاذ الدكتور ناصر الصائغ (المدير العام للمنظمة العربية للعلوم الإدارية-عمان) في رسالة بتاريخ 7/9/1987 وفيه تقييم لكتابه الذي لم يتسنى طباعته ولا زال مخطوطا وذلك بعد عرضه على لجنة الخبراء في التقييم وهو بعنوان (قراءة جدلية في أحكام العمل ومقاصد الحوافز الدافعة في منظور الفكر الاقتصادي الإسلامي) التقييم باختصار ((أتشرف بإبلاغكم أن البحث جيد وصالح للنشر كما هو ويمثل إضافة خالصة للفكر الاقتصادي العربي))
11. الدكتور عبد المجيد فريد (رئيس مجلس الإدارة لمركز الدراسات العربية) بتاريخ 11 ديسمبر 1986 في رسالة له (رسالتك أسعدتنا إلى ما لا حد..كانت رحلة طيبة بين سطور العدد الماضي ويا حبذا لو وجدنا ووجدت كل الصحف والدوريات قارئ نهم مثل طاهر جاسم التميمي..قد تكون صفة النهم غير محببة.. ولكنها في الثقافة والإقبال على القراءة تعد صفة فيها كل أنواع التميز الحصيف الكريم.. وهذا الغوص في أعماق المادة المقروءة وإنما يدل على العشق الكامل للقراءة وحب المعرفة..في النهاية أعود فأشكرك وأحييك.. وأرحب بصداقتك للباحث العربي وأتمنى لك دوام التوفيق)
12. الأستاذ فاروق الجربي : الأمانة العامة لجامعة الدول العربية / تونس في رسالة بتاريخ 1/4/1982 قائلاً : (لو مرت الأيام والشهور فإن حديثكم لا يزال يغمر مخيلتي فلقد تعلمت الكثير الكثير خلال الأيام القليلة التي قضيتها في ضيافة وزارة الصحة الموقرة بالعراق الحبيب وإن جلستنا حول الموائد لم تكن لتملأ بطوننا بل عقولنا بالمعلومات التي أفضتم بها في التأريخ والشعر وعلوم الدين، إني أعتز الآن أكثر بعالمنا العربي لتواجد أساتذة أمثالكم تنطبق عليهم فعلاً (لقب الأستاذية) أقول هذا لا نفاقاً ولا مراءاً).
13. الأستاذ عبد الحميد ناصر : مدير عام دار الطليعة للطباعة والنشر بتاريخ 14/10/1987. قال: (مجلتنا المتواضعة دراسات عربية التي نالت إعجابكم فإنما بفضل مساهماتكم القيمة التي نعتبرها بحق (خبز المجلة) والركن الأساسي لها، فلا عجب فأنتم أصبحتم من المساهمين الدائمين على صفحاتها، لذلك فهي مجلتكم).
14.الأستاذ جورج ناصيف (مدير تحرير في مركز دراسات الوحدة العربية) في رسالة جوابية بتاريخ 29/12/ 1987 قائلاً : (كان تأثري بالغاً عندما قرأت رسالتكم الجوابية الأخيرة لما تنطوي عليه من نبل في الموقف وترّفع عن الحساسيات التي لا يبرأ منها الكثيرون من كتابنا العرب واللجنة الاستشارية إذ تكبر فيكم روح التجرد العلمي والتواضع الأدبي الذي لا يتأتى إلا لمن كان كبيراً بالفعل، تستجيب لطلبكم بإيداعكم الدراسة التي كانت في أيدٍ أمينة قطعاً كما أشرتم، نرجو أن تمدوها بدراسات أخرى، رغبة منها بانعقاد الصلة بكم. وإذ أحمل إليكم تحيات الدكتور خير الدين حسيب والأستاذ محمد الزعبي أرجو أن تتقبلوا مني مودة خالصة ودعاء بالتوفيق والصلاح).
15. الدكتور عبد الله أحمد المهنا : رئيس تحرير المجلة العربية للعلوم الإنسانية / جامعة الكويت، في رسالة بتاريخ 26/ ديسمبر / 1987. قائلاً : (إننا نقدّر لكم أيضاً جهودكم الثقافية وكتاباتكم التي تمس جوانب على قدر كبير من الأهمية في الحياة المعاصرة، ونرجو أن يستمر عطاؤكم القيم في هذا المجال، لما له من أثر في دفع عجلة الفكر والثقافة وتوجيهها وجهة صحيحة، تحتاجها جماهير أمتنا، وتتطلع إليها، وختاماً فنأمل أن نسعد دائماً بما تجود به قريحتكم)
16. الأستاذ هشام غصيب (الجمعية العلمية الملكية) رئيس تحرير مجلة آفاق علمية في رسائل بتأريخ 31/1/1987 و 10/5/1987 قائلاً : (فيما يتعلق بدراستك عن النهايات الطرفية في الإنسان والحاسوب الآلي، فيا حبذا لو تكرمت بتزويدنا بملخص لهذه الدراسة، وفيما يتعلق برأيك (بالمهاتما غاندي)، فلا عجب أن يصدر عنك مثل هذا الرأي وأن تعد (المهاتما) من أبرز زعماء الإنسانية قاطبة، وبخاصة في هذا الزمن الدموي الذي غدا فيه الدمار مبدأ الحياة والإنسان فليت العرب والمسلمون يتعلمون ولو قليلاً من هذا الزعيم الإنسان)
17. العلامة السيد عبد الحكيم الموسوي الصافي (قدس سره) قال فيه شِعراً وهو يرثي والده المرحوم الحاج جاسم التميمي عام 1984:
ما مات مَن طاهرٌ يبقى خليفتهُ فطيب الغرس ما يزهو به الشجرُ
صلاح أبنائنا معنى الصلاح بنا فماءُ زهرٍ لنا إن فاتنا الزهر
هذا وقد خُصِصت بعض الصفاتُ بهِ من بعض ما حمل الآباءِ أو شعروا
فنِعمَ تربيةٌ قد زانَ منبتها العلم والشعرُ والآداب والفِكَرُ
قد فاق أقرانهُ الطلاب قاطبةً بعصمةٍ بذرها يحلو به الثمر
بكَ إقتدى صالحاً مذ جد مجتهداً والشاهدان بذاك الفحص والخبرُ
... والقائمة تطول فيما قيل بحق أديبنا وشاعرنا الأستاذ المرحوم طاهر جاسم التميمي. أبيـاتٌ من شعره:- 1. أنا في الثلاثين التي عبرت بي للأسى والسُهدِ والمللِ
كمجاوزٍ مئةٍ للوعتِها عِبءُ السنين عليَّ كالجبلِ
فإذا مددتُ يدي أسارقُهاأملاً لأعجزني ولم أنَلِ
وإذا هفوتُ لرشفةٍ لَبَدادهري يزاحمُني على الوشَلِ
وإذا مضيتُ لمتعةٍ قعدَتْ قدماي بي عنها فلم أصلِ
لكأنني وأنا أُناشِدُها بعض الوصالِِ تصابُ بالشَللِ
البصرة 31/12/1968 م 2. قد قال بعضُ رفاقي لِمْ لا هَجَوتَ فلاناً
فقلت نزهت شعري بهجوه ِ أن يهانا
3. يُسائِلُني الإنسان تحتي مغاضِباً ألّما يحن وعدُ الوفا قُلْتُ ما أتى؟
تجاهلني قومي وقد كنتُ سيفُهمْأشجُ رؤوس البغي زيفاً مفَتتا
ولكنهّم قد يذكرون بلحظةٍ أوسّدُ في قبري السموات مُلفتا
فقد جهلوا غيري وعادوا وكرموا بقايا رَميم في الثرى عظمها نتا
وهذي وأيم الله سنة حالِناندوس على الأحياء دوماً تَعنَُّتا
ونحترِمُ الأموات ذكرى كأنماحضارتنا أن نُكرِمَ الحقَّ مَيّتا
الموصل 16/8/1980
4
. قف بالطفوف وتربها الخضل وأسأل بها عن سيّد الرُسُّلِ
وسلِ الحياة تلبسّتْ حَرماً واندُب ونُحْ أين الإمام علي
صنوان كان وآدم علقاً سيان ما نوحٌ على الجبلِ
وإذا عطفت لكربلا اجتمعت دنيا الكمال بخطبها الجلل
بغداد 1991
5. لم أدرِ أنَّ ملامتي كانت تزيدُ الطين بلّه
بل ما عرفتُ بأنها زادت على بلواك علّة
فلأنتَ في زمنٍ جفا فيه الخليل وخان خلّه
نِعْمَ الصديق ولمْ أكن ألفيتُ مَن أحببتُ قبله
إن كُنتَ كالسيفِ انفردت فإن أهل الحقّ قلّة
وإن إغتربْتَ عن الأحبّةِ ثمَّ عن وطنٍ وملة
أو شابَ قلبك أهل (دجلة) بالحنين وماء... (دجلة)
فأنا لعمرك أرتجي حقي ولن أرضى اقلّه
البصرة 1975
6. . أرادوا لكَ البؤسَ يا موطني وشلّوا خُطاك لكي تنثني
أرادوا هلاكك يا موطني فَنُلْتَ الخلود وأنتَ الغني
سلامٌ عليكَ عراق النهار وأرضَ النخيل بطعمٍ جَني
كأن الجبالَ وهورَ الجنوبِ وصحراءنا بسمة الموطنِ
أحدُّ حدودك لا بالخطوط ولكن بقلبي ولم أضُعنِ
وأبذل روحي وولدي اليكَ وأهلي وقومي ومن يعتني
سلامٌ على موطني والحياة وأبناء شعبي بني موطني
سلامٌ على الشيخ محدودباً مُسّناً تعكّزَ لم يَفْطُنِ
سلامٌ على الطفلِ في لهوهِ ونوم الرضيع على محضنِ
حلفتُ بحمدِكَ يا موطني
وأحلِفُ بالصعبِ والممكنِ
سأفديكَ نفسي بلا مِنّةٍ
وأسقي رياضكَ بالأحسَنِ
بحيث ُترابك... كافورنا ومائي الطهور به مأمني
7. هو البحر مِثلُ النفس جاشَ وأصَخَبتْ غواربهُ كالصخر أو دونها.. الصخرُ
وضجّت أواذيّ ُ الرُكام.. بمائجٍ
مِنَ الهمِّ والآلامِ أحلامها مُرُّ
يُنازعُ وجهَ الليل كِسفاً هديرُهُ وصفوُ السما حيثُ البراءةِ والطهرُ
هو البحر ما عددّتَ كل عطائهِ نجائبَ ما تُعطي المرؤةِ.. والوفرُ
بغداد أواخر الثمانينات
8. مالي أرى أمتي العرباء من زمـنٍ تجفو السماء وتحني الهام للوثن ِ للوثنِ
قد آعتذرنا لها أمية ولــدت بالأمس تذرع تيه الجهل والفتن ِ والفتــن ِ
صاغت بأوهامها التاريخ مذ نكست بالجاهلية تمحو العقل بالوهن
(محمدٌ) يا رسولَ الله قد عصَفَتْ
بنا الذنوبُ فَعِشنا عَيشَ مُرتهَنِ
المؤمنونَ بغيرِ العُربِ أكثرهمْ وقومُكَ العربُ دافّوا السمَّ في الدهُنِ
يا سيدي يا رسول الله معذرةً مما أقول فقولي رجعٌ مُضطعَنِ
أنامُ والشوك يُدميني بخاصرتي والهمُّ يحصُرني في كُلِّ ما.. رُكُنِ
هذا (العراقُ) الذي قد باركَتهُ يدٌ (للمرتضى) فجلا دُنياه بالسَّكنِ
بغداد 10/6/1993
9. يا (عراقُ) وأنتَ عِرقٌ تعالى
للسمواتِ مورقاً في الأعالي
يا (عراقُ) الندى وتربُ المعالي
وسمام العِدا عظيم النكال ِ
ويكَ (صدام) والحسابُ قريبٌ
قابَ قوسين من شفير مهالِ
ويكَ كالقردِ في قفص اللعبِ
ستبقى وسيلةً للتسالي
وصغارُ العراقِ والدول الأخرى
سيلهون سروراً بمتعةٍ ودلالِ
ينثرون الدجان فوقك ملعوناً
كمثلِ عمٍ... وخالِ
الشهر العاشر من عام 1991
10. ليسَ من أهلنا الصنم ذاك (صدامُ) يقْتَرن
أصلهُ موطئ القَدم غاص في الطين والتعَنْ
فهو (إبليس) نسخةٌ كانت السوء فارجمنْ
جمع العار كلَّهُ حيثما الفضل قد سَجنْ
20/10/1991
11. نِعمَ الشهادةِ بيرقاً وزِنادا وهدىً تدرّعَ باليقين جهادا
نِعمَ الشهادة فارساً متسابقاً يأبى السقوط عن الجوادِ جوادا
هذا الشهيد مضرجٌ بدمائهِ شأن الكتاب بما أفاضَ مدادا
لكأنه الفجر الضحوك منارهُ شقَ الظلام وحطم الأصفادا
إن الشهادةَ للعراق وثيقةٌ للصالحين تجدد الأمجادا
حيِّ العراق شهادة في عرسه عرسه وهو الشهيد بما بنى وأعادا
حيِّ العراق أبا الشهادةِ والفدا يخضرُّ ما عقمَ الزمان نكادا
كتَبتْ لهُ الأقدار داراً للهُدى ومنابتاً للأولياءِ معادا
يستمطر النصر العظيم لدينهِ حتى يسود مع الدُعا أورادا
منهُ الشهادة تبتدي في روحهِ وإليهِ مردودُ الشهادةِ عادا
والمنتهى في أرضهِ وربوعهِ أكرِم بهِ شعباً وعى وبلادا
حيِّ العراق الحرّ يقتحمُ اللظى ليسودَ ما احتدم الصراع عنادا
هو هكذا شعب العراق صفاته حفظ المرؤةَ أن تظل عتادا
أو لفظةً مختارةً من درسهِ
الله أكبر تجتلي الآبادا
12. فإنما (أحمد الهادي وعِترتُهُ) هُمْ (بابُ حطةَ) للغفرانِ والسكنِ
أو هُمْ (سفينُة نوحٍ) فازَ راكِبُها ولَيس تلكَ وأيمُ اللهِ كالسُفُنِ
أو هُمْ نجومُ السما تهدي الأُلى صبروا حقَّ (الإمامةِ) شأنَ المخضِ في اللبنِ
أو هُمْ دعاءُ (خليل اللهِ) من قدمٍ أو اصطبارُ (كليم اللهِ) من شَرَنِ
أو هُمْ (كأيوبِ) نادى مَسنَّي ضررٌ من أجلهِمْ لم يعد شيءٌ مِنَ الحَزَنِ
أو هُمْ (كيونُسَ) بطنُ الحوتِ مسكنهُ وظلُّ (يقطين) معنى الدفءِ والقطنِ
أو هُمْ كرامةُ (عيسى الحي) فارتفعت من أجلهم نعم التنزيل من لدُنِ
أو هُمْ نداءُ أبينا (آدمُ) اتصلتْ باللهِ توبتهُ في السرِّ والعلنِ
أو هُمْ وصيةُ (يعقوبٍ) بنيه هُدى كالطُهرِ في (يوسف الصِِديق) والبَسنِ
هُمْ (الحواميمُ) بعد اللهِ (بسملةٌ) بذكرِهم يستقيم الدين جِدُّ سني
أوائل السورِ العليا ومُحكمها وصفحةُ العرشِ معناهم فلم تَرَنِ
فلا صلاةٌ إذا لمْ يُذكروا ردِفاً عند الصلاة على (طه) بلا لحَنِ
[ياآل بيت رسول الله حبكمُ فرضٌ مِنَ الله [ في التشريع والسُننِ
[يكفيكم ُمن عظيم الشأن أنكم ُ مَنْ لمْ يُصلِّ عليكمُ [ هانَ مِن أَفَنِ
(محمدٌ) يا رسولَ الله قد عصفت
بنا الذنوبُ فعِشنا عيشَ مُرتَهَنِ
المؤمنون بغير العُربِ أكثرهمْ
وقومُك العٌربُ دَافّوا السمَّ في الدهن
قد حاربوا الدينَ أشتاتاً فماآجتمعوا
إلا على حقدِ (آل البيتِ) في وطني
و (شيعةُ المرتضى) قد أُشْبِعوانقما ً
مَن العذابِ وناشتهُمْ يدُ العَطَنِ
والدينُ مستلباً أضحى ومغترباً لولا بقيةُ ذكرٍ أيقظت بدني
هذا هُنا وثنٌ يُعلي مشانقهُ للمؤمنين بلا ذنبٍ سوى الحَزَنِ
وذاك في (مِصرَ) أو في (الشام)امثلة ٌ
أو في (الحجاز) وفي السودان و(اليمنِ)
أو في (الجزائِر) أو في (المغربِ) احتربتْ و (تونس) الخير ألوانٌ مِنَ الفتنِ
وأمتي هكذا عاشت على وثنٍ واستنبتت وثناً مِنْ دمنةِ الوثَنْ
لقد تعبدَتِ الأوثانَ مِن حجرٍ بالأمسِ عِرياً بلا ثوبٍ ولا زفَنِ
ثُمَّ استحالت إلى الأصنام ثانيةً من الأناسي أهل الظلمِ والدَرَنِ
أعني بهِ صنم الأشخاصِ تعبدهُ للمال والجاهّ والسفساف والحضِن
13. سلاماً على الشطِ والمُنحنى على النخلِ والثَمرِ والمجتنى
على الدارِ تحتضنُ الأمنيات وتغفو على ساقيات الهنا
سلاماً وشوقاً لأيامنا لحلمِ الشباب ودفءِ المنى
(لبصرتنا) البكر في فيحها
تطيبُ الضفافُ ويحلوُ الجنى
وترقص في روضها الفاتناتُ فتزهو الحياة بفيضِ السنا
تذكرتُ يا (بصرةَ) الطيبينَ طفولة عمرٍ يناغي.. الدُنا
تذكرتُ ملعبنا والصحاب تنادوا إلى الشط هيا... بنا
سلاماً على الدفء يا(بصرتي)
وعهداً بأني سأبقى (أنـا)
وشكراً (لموصلنا) والربيع وأهل المآثر أصحابنا
فعذراً (لبصرتي) في يأسنا و(للموصل) العذر في ضيقنا
14. أخي (سعيدٌ) ودنيانا وإن بسمت وسايرتنا فدعواها إلى فندِ
كالمومس العهر تغرينا مفاتنها وتستجيب لساعاتٍ ولم تزدِ
حتى النفوس إذا طابت معاشرها
وناشدتها كؤوس البارد الصردِ
عادت تلّوى كأفعى في خيانتها
لتنفث السمَّ في شريان مرتعدِ
شرُّ المصائب أن تحيا على مضض
أو تُطعمَ الصاب إغراءاً لمزدردِ
أو أن ترى الدهر يصفو لا لذي شرفٍ بل للمخاتل والرعديد والزؤدِ
إن الرزايا كثارٌ لا يعادلها بالهمِّ غيرُ اغتراب الروح عن جسدي جسدي
أجاور الوحش في غاباته شرساً وذاك أرحم عندي من بني بلدي
15. (يا ابن الرسول) (رعاك الله) (مهتديا ً)
(مهديّ امتنا) فخرالملايين ِ
تهدي إلى الحق والحسنى ومن درجوا على النفاق ِفسيف ٌغير مطعون
ياقولة الحق في (القرآن) قد نزلت
آي ُالحقيقة ِلا من ظن ِّمظنون ِ
انا نريد نحث اليوم ُ متصلا ً على الألى استضعفوا عدل َالقرائين
أئمة الدين بعد َالحيف قد ورثوا مافي ربوع جميع الأرض ِوالكون ِ
فكان (طه) حبيب (الله) اكرمهم أوصى (لحيدرَ) نصا ًقبل َتعيين ِ
وكان َ(حيدرة ً) أوصى إلى (حسن ٍ) (سبط الرسول ِ) بتوثيق ٍوتأمين ِ
ثم (الحسين)(شهيد الطف) مابرحت وصية (الله) (للمختار) والدين ِ
لما تغذى بها (السجاد) عن أمم ٍ و(الباقر) المفتدى علم َالبراهين ِ
و(جعفر الصادق) استسقى موارده
من فيض ِعلم ٍ وتوصيل ٍوتمرين ِ
و(الكاظم) الغيظ (موسى) في مكارمه ِ أولى (علي الرضا) حكم َالقوانين ِ
حيث ُ(الجواد) تناهى في وراثته ِ مصداقه ُ(بعليّ ٍ) بعد تلقين ِ
و(العسكريُ) أبو(المهديُ) سيدنا أوفى (محمد َ) من موروث ِمخزون ِ
16. جاورت ُ(موسى) بأنتظار ِ(القائم ِ) أنعم بهم ذرية ًمن (فاطم)
جاورتُ (آل المصطفى) من (هاشم ٍ) أكرم بذلك (بالإمام الكاظم ِ)
راحت ليالي الطوال فأزعجت مني المقام مخافة ًمن ظالم ِ
نزلت بي الفيحاء عند جنوبنا وتصاعدت بي للشمال الفاغم ِ
وتوسطت دار السلام ِفشدني (بابُ الحوائج ِ) للمقام ِالدائم ِ
لكن وجدت ُسلامتي بتنقلي مثل الفصول بذاهب ٍأو قادم ِ
وعرفت ان السعي ديدن ُحالتي رغم المكان مع الزمان الفاحم
وعلمت أن العمر يزهو ناعما ً بجوار (أبناء الرسول الهاشمي)
ماكنت ُآوي للعشيرة كلها من (نهشل ٍوجاشع ٍ أو دارم)
بل لست ُألجأ للعشيرة مابدت ضاعت مبادينا بغفوة حالم ِ
فالجارُ أعلى أن نضام بأرضه ِ طاب الجوار إلى (الإمام القائم ِ)
17. ختاما: قال ينعي نفسه في قصيدةٍ سبقت وفاته بخمسةٍ وتسعينَ يوما أسماها
تأملات في الموت... منها :
أرى الموت استقام بدا وشيكاً يقاربني ويجذبني إليه
أحاطَ حياتي كالسوار ودمدمت
بوارته سوى حبسي لديهِ
كأن فحيحهُ رعدٌ يُدّوي
بأسماعي فأدركُ ما يليهِ
وينشب نابه والظفر حتى تسربلني وغالب ما أعيه
أحاول جاهداً أنأى بجسمي وروحي والحشاشة من يديه
وأنجو سالماً من قبضتيهِ إلى حيثُ السلامةِ دون تيهِ
وأنفضُ من مخافته حياتي غباراً عالقاً في مقلتيهِ
فيضغطني على كرهٍ ويلوي عظامي فإنطوت في قبضتيه
ويُوردني المنية قاب قوسٍ
وأدنى من مقاربة البديهي
ولكني أُقاوم رغم علمي بأنَّ الموت حقٌ لا أشيهِ
نشرت جريدة الدستور في عددها الصادر بتاريخ21-12-2008 بقلم شيخ بغداد الدكتور العلامة حسين علي محفوظ وتحت عنوان ((طاهر التميمي..نابغة من البصرة)) ما نصه ::بقلم : شيخ بغداد الدكتور حسين علي محفوظالبصرة المدينة العظمى والبلد الكبير. بلدة الجاحظ والخليل والحريري، والوف العلماء والفضلاء، والأدباء والشعراء، واللغويين والنحاة والقراء والمحدثين، والرواة والحفاظ، والكبراء والنبلاء، مما لا يحيط به الإحصاء، ولا يفي به التعداد.
هذا، وقد أنجبت البصرة أخيراً ممن تعتز بهم المعرفة، وتفخر بهم الثقافة والفكر ويباهي بهم الأدب والشعر في هذا العصر، ومنهم طاهر التميمي.طاهر التميمي نابغة من البصرة، وعبقري من تميم، شاعر قدير، وناظم مقتدر، وأديب بارع، ومثقف نبيه. التقى فيه من الأدب والعلم ما يكاد ينفرد به.
أنشدني ولده(تميم) أمثلة من شعره تؤكد براعته وقدرته. وأراني قائمة فيها أسماء بعض ابحاثه ومقالاته، وهي دلائل تنوّع معارفه، وشواهد على تعدد مباحثه، وهو شيء معجب يثير الدهشة. سرّني أن يحتفظ ابنه تميم بهذا التراث الزاهر الباهر، وهو يقرأ شعر أبيه بطريقة عروضية طريفة، ويعرف بتراث أبيه بأسلوب مخصوص يجمع بين الاعتزاز والافتخار. والحق، ان في أعمال طاهر التميمي عجائب وغرائب، وطرائف ولطائف، وشوارد وفرائد، تنبيك عناوينها عن مضامينها، وهي جميعاً تدل على اهتمام والمام، واحاطة واستقصاء، وراءها من الذكاء والفطنة ما لم يتيسر لسواه.
طاهر التميمي، شاعر مكثر، طويل النفس، نظم المطوّلات، وهي القصائد الطوال، في عشيرات الابيات ومئات الأبيات. ويخطر ببالي أن ابنه قال لي أن له ما جاوز الألف وما ناهز الآلاف. وقد خمس الفرزدقية وشطرها. وعارض عيون القصائد. واذا فخرت تميم بالفرزدق وجرير في القديم، فلا بدّ أن تفخر بطاهر التميمي اليوم. واذا فخرت البصرة بالأعلام الكبار في تاريخ الأدب والشعر والثقافة والفكر فإنها تفخر به أديباً بارعاً، شاعرا فحلاً، مثقفاً بارزاً. أدب وضيء، وشعر يذوب سهولة، ويجلجل جزالة. ونتاج ضخم، يجمع الدقة والإحاطة والتنوّع والتعدد والاحاطة والإلمام.
أنا أدعو المهتمين بالثقافة والفكر والأدب والشعر أن يجمعوا نتاج طاهر التميمي ويصنفوه ويبوبوه ويرتبوه وينشروه. وأن يجمعوا أدبه وشعره، وأن يعرفوه ويعرفوا به. وأن يكتبوا عنه، ويكشفوا الغطاء عن تراثه. وأتمنى أن تخلده البصرة وتخلد أمثاله من أكابرها قديماً وحديثاً. زارني (تميم) غير مرة. وسرني وأبهجني وآنسني بالحديث عن أبيه. وأنا أتمنى أن يكون في الأبناء مثله برّاً بالوالد، واهتماماً بالأب، وحرصاً على تراثه.
بقلم تميم طاهر التميمي 1 / 3 /2006 الأضافة والتعديل مطلع 2009 لذلك إقتضى التنويه. ورحم الله والدنا الطاهر التميمي والعلامة الدكتور حسين علي محفوظ الذي أنصف والدي بمقاله الرائع عنه قبل مغادرته الدنيا لجوار ربه بتأريخ 19/1/2009 ليدفن بجوار الشامخين الباذخين من آل الرسول صلى الله عليه وآله... الإمامين موسى بن جعفر ومحمد بن علي (عليهما السلام) وفي الصحن الشريف، من جهة مدخل باب المراد... إنا لله وإنا اليه راجعون.