النبوّة
سؤال : حكمة اللّه تقتضي بعث الأنبياء والرسل أم لا ؟
جواب : تقتضي ذلك وتوجبه .
سؤال : ما حد النبيّ وما حد الرسول ؟
جواب : النبيّ هو الإنسان المخبر عن اللّه بغير واسطة أحد من البشر أعم من أن يكون مأموراً من اللّه بتبليغ الأوامر والنواهي إلى قوم أم لا .
والرسول هو الإنسان المخبر عن اللّه تعالى بغير واسطة أحد من البشر مأموراً من اللّه بتبليغ الأوامر والنواهي إلى قوم(1) .
سؤال : ما الدليل على أن نصب الأنبياء واجب في الحكمة ؟
جواب : الدليل على ذلك أنه لطف واللطف واجب في الحكمة .
سؤال : ماحد اللطف ؟
جواب : اللطف مايقرب المكلف معه إلى الطاعة ويبعد عن المعصية ولاحَظَ في التمكين(2) ولم يبلغ الإجبار .
(1) وكل رسول عند المصنف نبيّ وقد لايكون الرسول نبيّاً كآدم عليهالسلام مثلاً .
(2) أي لايكون التقريب من الطاعة إلى درجة تمكين الفاعل من فعله بحيث لايبقى له فخر أو مزية لفعل الطاعة ويكون أيضاً التبعيد من المعصية إلى درجة إجبار الفاعل من ترك القبيح بحيث لايبقى له فخر أو مزية في تركه المعصية .
(160)
سؤال : من نبيّ هذه الأمة ؟
جواب : محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف صلىاللهعليهوآلهوسلم .
سؤال : ما الدليل على نبوته ؟
جواب : الدليل على ذلك إنه ادعى النبوة وظهرت المعجزة على يديه فهو نبيّ حقّاً .
سؤال : ماحد المعجز ؟
جواب : المعجز هو الأمر الخارق للعادة المطابق للدعوى المقرون بالتحدي(1) المتعذر على الخلق إتيان مثله .
سؤال : بم علمتم إنه إدعى النبوّة وأظهر المعجز على يديه ؟
جواب : علمنا ذلك بالتواتر فإنّه لايشك أحد في ان رجلاً أسمه محمّد بن عبد اللّه بن عبد المطلب ظهر بمكّة وأدعى النبوة .
وأما ظهور المعجزة على يديه فأكثر من أن تحصى حتى ضبط له المسلمون ألف معجزة من جملتها القرآن(2) وانشقاق القمر ، وحنين
(1) التحدي بتشديد الدال بمعنى المباراة وطلب الغالبية في الدعاوى .
(2) كون القرآن معجزاً أمر ضروري لاينكره المنصف لأنه مؤلف من حروف وجمل وهي من اسهل أعمال البلغاء والنبغاء وقد عجزوا جميعاً عن مباراته وإتيان مثله أو بعضه بالرغم مما حاولوه حتى أنهم يسمعون نداء القرآن منذ ثلاثة عشر قرناً وأكثر (فأتوا بسورة من مثله) وهم حتى الآن لم يتمكنوا من مباراته وإتيان مثله فأي معجز في العالمين يتحقق له صفة الاعجاز مثل القرآن العظيم على أن فيه الأنباء الغيبية فنية وإجتماعية .
(161)
الجذع ، ونبوع الماء من بين أصابعه ، وختم الحصا ، وشكاية البعير ، وسلام الغزالة ، وكلام الذئب ، وكلام الذراع المسمومة ، واشباع الخلق الكثير من الزاد القليل ، واحياء الميت ، والاخبار بالغيب(1) وأمثال ذلك(2) .
سؤال : ما الدليل على ان كل من أدعى النبوة وظهر المعجز على يديه فهو نبيّ ؟
جواب : هذه مقدمة ضرورية(3) لاتفتقر إلى دليل لكننا ننبه عليها فنقول :
المعجز فعل اللّه وهو قائم مقام التصديق ومن صدقه اللّه فهو صادق لاستحالة أن يصدق الكذاب .
سؤال : هل النبيّ الذي اثبتموه معصوم أم لا ؟
جواب : معصوم من أول عمره إلى آخره عن السهو والنسيان والذنوب الصغيرة والكبيرة عمداً وسهواً .
سؤال : ما حد العصمة ؟
جواب : العصمة لطف يفعله اللّه تعالى بالمكلف بحيث يمنع منه وقوع المعصية
(1) كأخبار يوم الخندق بفتح بلاد الشام وبلاد الفرس للمسلمين حينما مركزه محصور ومحاط باعدائه .
(2) تجدها مع تفاصيلها وتواتر أسانيدها في جوامع الحديث مثل (بحار الأنوار) للمجلسي .
(3) ومما يؤيد ذلك أن الناس بفطرتهم يخضعون لمن أظهر المعجزات وقام بخوارق العادات فيصدقونه عندما يرون ذلك منه بدون أن يسألوه عن دليل . كما نجد في كتب اليهود والنصارى والمجوس والوثنيين .
(162)
وترك الطاعة مع قدرته عليهما .
سؤال : ما الدليل على انه معصوم من أول عمره إلى آخره ؟
جواب : الدليل على ذلك أنه لو عهد منه السهو والنسيان لارتفع الوثوق منه عند اخباراته ولو عهد منه خطيئة لتنفرت العقول من متابعته فتبطل فائدة البعثة .
سؤال : هل علمتم من دينه أنه خاتم الأنبياء أم لا ؟
جواب : علمنا من دينه ذلك .
سؤال : بم علمتموه ؟
جواب : علمنا ذلك بالقرآن والحديث ، أمّا القرآن فلقوله تعالى : «مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ »(1) وأما الحديث فلقول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لعليّ عليهالسلام : « أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لانبيّ بعدي »(2) .
(1) الأحزاب : 40 .
(2) وهذا الحديث متواتر بين المسلمين أوردت أسانيده مع إقامة البراهين العقلية على ذلك في كتابي « الدلائل في اجوبة المسائل » .
(163)
