نوادر العلل
قال أحد الحكماء : ما شربت خمرا قط ، لأني علمت أني إن شربتها زال عقلي .
وقال : وما كذبت قط ، لأن الكذب ينقص المروءة .
قال : وما زنيت قط ، لأني خفت أني إذا عملت عمل بي .
قال : وما عبدت صنما قط ، لأني علمت أنه لا يضر ولا ينفع .
قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا علي لا تشاور جبانا فإنه يضيق عليك المخرج ، ولا تشاور البخيل فإنه يقصر بك عن غايتك ، ولا تشاور حريصا فإنه يزين لك شرها ، واعلم يا علي أن الجبن والبخل والحرص غريزة واحدة يجمعها سوء الظن(1) .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها تعجل العقوبة للمؤمن في الدنيا ؟
جواب : عن أبي عبد اللّه عليهالسلام ، قال : إذا أراد اللّه بعبد خيرا فأذنب ذنبا تبعه بنقمة ، ويذكره الأستغفار ، وإذا أراد اللّه تعالى بعبد شرا فأذنب ذنبا تبعه بنعمة لينسيه الأستغفار ، ويتمادى به .
ذلك في قوله تعالى : «سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ»بالنعم عند المعاصي .
(1) علل : باب350 .
(138)
سؤال : لماذا أحلَّ اللّه تعالى أكل لحم البقر والغنم والإبل وغيرها مما يحل أكل لحمه ... ؟
جواب : أولاً لكثرتها وامكان وجودها ، وثانيا : لأن غذاءها غير مكروه ولا محرم ، ولا هي مضرة بعضها ببعض ، ولا مضرة بالإنس ولا في خلقها تشويه . « هذه من صفات الحيوانات التي أحل اللّه تعالى أكل لحمها ، ولها تأثير كبير من الناحية النفسية للأنسان ، واللّه العالم » .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها حرم اللّه تعالى النخاع ، والطحال ، والأنثيين ؟(1)
جواب : حرم اللّه الطحال لأنه مجمع الدم ، وحرّم الخصيتين لأنهما موضع النكاح ، ومجرى للنطفة ، وحرم النخاع لأنه موضع الماء الدافق من كل ذكر وانثى ، وهو المخ الطويل الّذي يكون في فقار الظهر .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها نهى رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم من أكل لحوم البغال ؟
جواب : نهى رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم عن أكل لحوم الحمر الأهلية وتحريم البغال يوم خيبر ، لأنها كانت حمولة للناس ، « وإنما الحرام ما حرم اللّه تعالى في القرآن » .
وقال الرضا عليهالسلام : كره أكل لحوم البغال والحمر الأهلية لحاجة الناس إلى ظهورها واستعمالها ، والخوف من فنائها لقتلها ، لا لقذر خلقها ،
(1) علل : باب 355 .
(139)
ولا لقذر غذائها .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها صار الميراث للذكر مثل حظ الأنثيين ؟
جواب : لأن المرأة إذا تزوجت أخذت ، والرجل يُعطي ، فلذلك وفر على الرجل .
وعلّة أُخرى في اعطاء الذكر مثلي ما تُعطى الأنثى ، لأن الأنثى في عيال الذكر إن احتاجت ، وعليه أن يعولها ، وعليه نفقتها ، وليس على المرأة أن تعول الرجل ، ولا تؤخذ بنفقته إن احتاج ، فوفر على الرجل لذلك ، وذلك قوله تعالى : «الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ»(1) .
روي أن رجلاً من الأنصار توفي وله صبية صغار ، وله ستة من الرقيق ، فأعتقهم عند موته ، وليس له مال غيرهم ، فأتوا النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فأخبروه ، فقال : ما صنعتم بصاحبكم ؟ قالوا : دفناه ، قال : لو علمت ما دفنته مع أهل الإسلام ، ترك ولده يتكففون الناس ...(2) .
وروي أن عليا عليهالسلام قال : الحيف في الوصية من الكبائر .
روي أنه ، خلق الإنسان من ستة أشياء : ، وذلك في قوله تعالى : «وَلَقَدْ خَلَقْنَا الاْءِنسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ
(1) النساء : 34 .
(2) علل : ب369 ص746 .
(140)
مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً»(1) .
وقد روي أن سهام المواريث من ستة أسهم ، لا تزيد عليها ، والسبب في ذلك لأن الإنسان خُلق من ستة أشياء ، هي التي ذكرتها الآية المباركة أعلاه ... الطين ، النطفة ، العلقه ، المضغة ، العظام ، اللحم ... واللّه العالم .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها لا ترث المرأة مما ترك زوجها من العقار شيئا ، وترث مما سوى ذلك ؟
جواب : عن ميسرة قال : سألت أبا عبد اللّه عليهالسلام عن النساء ما لهن من الميراث ؟
فقال : لهن قيمة الطوب والبناء والخشب والقصب ، فأما الأرض والعقار فلا ميراث لهن فيهما ، ... قلت كيف هذا ولهن الثمن والربع مسمى ؟ ... « فأجاب عليهالسلام :
قال : لأن المرأة ليس لها نسب ترث به ، وإنما هي دخلت عليهم ، وإنما صار هذا هكذا لئلاّ تتزوج المرأة فيجيء زوجها أو ولدها من قوم آخرين فيزاحموا هؤلاء في عقارهم ...(2) .
« هذا هو السبب والعلّة في ذلك ، واللّه العالم » .
(1) المؤمنون : 12 ـ 14 .
(2) علل : ص752 : ب372 .
(141)
سؤال : لماذى يدعى الناس باسم أمهاتهم يوم القيامة .
جواب : سترا من اللّه عليهم .
(142)