أسئلة متفرقة
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها يؤخر اللّه عزّوجلّ العقوبة عن العباد ؟
جواب : إن اللّه جل جلاله إذا رأى أهل قرية قد اسرفوا في المعاصي وفيها ثلاثة نفر من المؤمنين ، ناداهم جل جلاله وتقدست أسماؤه :
يا أهل معصيتي لو لا ما فيكم من المؤمنين المتحابين بجلالي، العامرين بصلاتهم أرضي ومساجدي ، المستغفرين بالأسحار خوفا مني ، لأنزلت بكم عذابي ، ثم لا أبالي .
وقال أميرالمؤمنين علي عليهالسلام : أيها الناس إن اللّه تعالى لا يعذب العامة بذنب الخاصة إذا عملت الخاصة بالمنكر سرا من غير أن تعلم العامة ، فإذا عملت الخاصة بالمنكر جهارا فلم تغير ذلك العامة استوجب الفريقان العقوبة من اللّه تعالى .
وكلما أحدث العباد من الذنوب ما لم يكونوا يعلمون أحدث اللّه لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون(1) .
سؤال : لماذا يخلد أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار ؟
جواب : إنما خلد أهل النار في النار ، لأن نياتهم كانت في الدنيا لو خُلدوا فيها أن يعصو اللّه أبدا ، وإنما خلد أهل الجنة في الجنة لأن نياتهم كانت
(1) علل : ص691 .
(133)
في الدنيا لو بقوا أن يطيعوا اللّه ابدا ما بقوا ، فالنيات تخلد هؤلاء وهؤلاء ، حيث قال تعالى : «قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ»أي على نيته(1) .
سؤال : أينَ كانت جنة آدم ؟
جواب : كانت جنة من جنات الدنيا ، تطلع عليها الشمس والقمر ، ولو كانت من جنات الخلد ما خرج منها أبدا .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها صارت نيّة المؤمن خيرا من عمله ؟
جواب : لأن العمل ربما كان رياء للمخلوقين ، والنية خالصة لرب العالمين ، فيعطي تعالى على النية ما لا يعطي على العمل .
إن العبد لينوي من نهاره أن يصلي بالليل فتغلبه عينه فينام ، فيثبت اللّه له صلاته ، ويكتب نفسه تسبيحا ، ويجعل نومه عليه صدقة(2) .
سؤال : لماذا سمّي ابليس ، الخناس ؟
جواب : لأنَّ ابليس يلتقم القلب ، فإذا ذكر اللّه خنس ، فلذلك سمّي الخناس(3) .
سؤال : العلل التي من أجلها يكره الدَّين ؟
جواب : عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال : إياكم والدَين ، فإنه همٌّ باللّيل ، وذلّ بالنهار .
(1) علل : ص691 .
(2) علل : باب 301 .
(3) علل : ص695 ، باب 307 .
(134)
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم : أعوذ باللّه من الكفر والدَين ، قيل : يا رسول اللّه أتعدل الدَين بالكفر ؟ قال : نعم .
قال عليّ عليهالسلام : إياكم والدَين ، فإنه مذلة بالنهار ، ومهمة في الليل ، وقضاء في الدنيا ، وقضاء في الآخرة .
عن الصادق عليهالسلام ، قال : كل ذنب يكفره القتل في سبيل اللّه إلاّ الدَين لاكفارة له إلاّ أداؤه ، أو يقضى عن صاحبه ، أو يعفو الذي له حق ... .
عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال : لا تزال نفس المؤمن معلّقه ما كان عليه الدين(1) .
وعن أبي عبد اللّه عليهالسلام ، قال : لا تباع الدار والا الجارية في الدين ، وذلك أنه لابد للرجل المسلم من ظل يسكنه ، وخادم يخدمه .
يعني إذا كان الرجل عليه دين لا يحق له أن يبيع داره أو خادمته من أجل دَينه ، وروي ان ابن أبي عمير البزاز كان له على رجل دَين عشرة آلاف درهم ، فذهب ماله وافتقر ، فجاء الرجل فباع داره بعشرة آلاف وحملها إليه ، وقال له ، هذا مالك الذي عليّ فخذه ، فقال ابن أبي عمير : فمن أين لك هذا المال ؟ قال : بعت داري لأقضي ديني ، فقال ابن أبي عمير رحمهالله : حدثني عن أبي عبد اللّه عليهالسلام أنه قال : لا يخرج الرجل من مسقط رأسه بالدين ، ارفعها ، فلا حاجة لي فيها ، واللّه إني محتاج في وقتى هذا إلى درهم ، وما يدخل ملكي منها
(1) علل : ص688 : باب 312 .
(135)
درهم .
« لم يوافق ابن أبي عمير أن يستلم دينه وملكه من الرجل الّذي باع داره من أجله ومن أجل ان يسدد دينه مع شدة احتياجه للدرهم الواحد .
اُنظر إلى رحمة الاسلام والأخلاق الإسلامية ومنهج مدرسة أهل البيت عليهمالسلام ، فاعتبروا يا أُولى الأبصار ... » .
سؤال : لماذا صارت الغِيبة أشد من الزنا ؟
جواب : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : صاحب الزنا يتوب فيتوب اللّه عليه ، وصاحب الغيبة يتوب فلا يتوب اللّه عليه حتى يكون صاحبه الذي اغتابه يحلّه .
« لأن الغيبة ، والدَين ، والظلم على الآخرين ، كل هذا وغيره يسمى حق الناس ، وحق الناس لا يغفره اللّه لأحد حتى يغفر له صاحب الحق ويحلّه ، عند ذلك يغفر اللّه له ويتوب عليه ... » .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها تقاصرت الشهور ؟
جواب : إن اللّه تبارك وتعالى خلق الشهور اثني عشر شهرا ، ومجموع أيامها ـ ثلاثمائة وستون يوما ، فحجز منها ستة أيام خلق فيها السماوات والأرضين ، فمن ثم تقاصرت الشهور .
« حيث نرى ستة من شهور السنة ناقصة مثلاً « 29 » يوما وستة منها كاملة وهي « ثلاثين يوما » ... .
سؤال : لماذا أَنظر اللّه عزّوجلّ إبليس إلى يوم الوقت المعلوم ؟
(136)
جواب : من أجل ركعتين ركعهما في السماء في ألفي سنة ، أو في أربعة آلاف سنة .
« وروي ان إبليس عَبَد اللّه في السماء سبعة آلاف سنة في ركعتين ، فأعطاه اللّه ما أعطاه ثوابا له بعبادته » .
(137)
نوادر العلل