علل بعض المحرمات
سؤال : العلّة التي من أجلها حرّم اللّه عقوق الوالدين ؟
جواب : قال الإمام الصادق عليهالسلام : حرّم اللّه عقوق الوالدين لما فيه من الخروج من التوفيق لطاعة اللّه ، والتوقير للوالدين ، وتجنب كفر النعمة ، وإبطال الشكر ، وما يدعو من ذلك إلى قلّة النسل وانقطاعه ، لما في العقوق من قلة توقير الوالدين والعرفان بحقهما ، وقطع الرحم ، والزهد من الوالدين في الولد ، وترك التربية لعلة ترك الولد برّهما(1) .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها حرّم اللّه الزنا ؟
جواب : قال الإمام علي عليهالسلام : إياكم والزنا ، فانّ فيه ست خصال ، ثلاثاً في الدنيا وثلاثاً في الآخرة ، فأما اللواتي في الدنيا : فيذهب بالبهاء ، ويقطع الرزق الحلال ، ويعجل الفناء الى النار ، وأما اللواتي في الآخرة : فسوء الحساب ، وسخط الرحمن ، والخلود في النار(2) .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها حرّم اللّه قذف المحصنات ؟
جواب : عن الإمام عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام ، قال : حرّم اللّه عزّوجلّ قذف المحصنات لما فيه فساد الأنساب ، ونفي الولد ، وإبطال المواريث ،
(1) علل : ص636 ، ب229 .
(2) علل : ب230 .
(118)
وترك التربية ، وذهاب المعارف ، وما فيه من المساوىء والعلل التي تؤدي إلى فساد الخلق(1) .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها حرّم اللّه الفرار من الزحف ، والتعرّب بعد الهجرة ؟
جواب : حرم اللّه تعالى الفرار من الزحف لما فيه من الوهن في الدين ، والاستخفاف بالرسل والأئمة العادلة ، وترك نصرتهم على الاعداء ، والعقوبة لهم على انكار ما دعوا إليه من الإقرار بالربوبية ، وإظهار العدل وترك الجور ، وإماتة الفساد ، ولما في ذلك من جرأة العدو على المسلمين . وحرم اللّه تعالى التعرب بعد الهجرة للرجوع عن الدين ، وترك الموازرة للأنبياء والحجج عليهمالسلام ، وما في ذلك من الفساد ، وابطال حق كل ذي حق لا لعلة سكنى البدو ، ولذلك لو عرف الرجل الدين كاملاً لم يجز له مساكنة أهل الجهل ، والخوف عليه من ترك العلم ، والدخول مع أهل الجهل ، والتمادي في ذلك(2) .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها حرّم اللّه الربا ؟
جواب : عن الصادق عليهالسلام : لو كان الربا حلالاً لترك الناس التجارات ، وما يحتاجون إليه ، فحرم اللّه الربا لنفر الناس عن الحرام إلى التجارات وإلى البيع والشراء ، فيفضل ذلك بينهم في القرض .
(1) علل : باب 231 .
(2) علل : ص639 ب233 .
(119)
وقال عليهالسلام : إنّما حرّم اللّه الربا لئلاّ يذهب المعروف(1) .
سؤال : ما هي العلل التي من أجلها حرّم اللّه تعالى الخمر والميتة والدم ولحم الخنزير والقرد والدب والفيل وما إلى ذلك ... ؟
جواب : لم يحرم اللّه تعالى حراما ، ولم يحلّل حلالاً إلا من أجل الإنسان نفسه ، لأنه خلق الخلق فعلم ما يقوّم به أبدانهم ، وما يصلحهم وينفعهم ، فأحلّه وأباحه ، وعلم ما يضرهم فنهاهم عنه وحرّمه عليهم ، ثم أحله للمضطر في الوقت الّذي لا يقوم بدنه إلاّ به ، فأمره أن ينال منه بقدر البلغة لا غير ذلك ...(2) .
سؤال : ما هي علل المسوخ وأصنافها ؟
جواب : روي ان المسوخ إثنا عشر صنفا ، ولها علل :
فأما الفيل : فإنه مسخ لأنه كان ملكا زنّاء لوطيا ، ومسخ الدب لأنه كان رجلاً ديوثا ، ومسخت الأرنب لأنها كانت امرأة تخون زوجها ، ولا تغتسل من حيض ، ولا جنابه ، ومسخ الوطاط لأنه كان يسرق تمور الناس ، ومسخ سهيل لأنه كان عشّارا باليمن ، ومسخت الزهرة لأنها كانت امرأة فتن بها هاروت وماروت ، وأما القردة والخنازير فانهم قوم من بني إسرائيل اعتدوا في السبت ، وأما الجري والضب ، ففرقة من بني إسرائيل حين نزلت المائدة على عيسى عليهالسلام لم يؤمنوا
(1) باب 236 و237 .
(2) باب 236 و237 .
(120)
به ، فتاهوا ، فوقعت فرقة في البحر ، وفرقة في البر ، وأما العقرب ، فإنه كان رجلاً نماما ، وأما الزنبور فكان لحّاما يسرق في الميزان . هذه بعض الأسباب والعلل واللّه العالم ...(1) .
سؤال : لماذا لا يقبل اللّه عزّوجلّ توبة صاحب الخلق السيء ؟
جواب : أبى اللّه تعالى لصاحب الخلق السيء بالتوبة ، لأنه لا يخرج من ذنب حتى يقع فيما هو أعظم منه(2) .
سؤال : لماذا لا تقبل توبة صاحب البدعة ؟
جواب : كان رجل في الزمن الأول طلب الدنيا من حلال فلم يقدر عليها ، وطلبها من حرام فلم يقدر عليها ، فأتاه الشيطان فقال له : يا هذا إنّك قد طلبت الدنيا من حلال فلم تقدر عليها ، وطلبتها من حرام فلم تقدر عليها ، أفلا أدلك على شيء تكثر به دنياك ويكثر به تبعك ؟
قال : بلى ، قال : تبتدع دينا وتدعوا إليه الناس ، ففعل ، فاستجاب له الناس ، فأطاعوه ، وأصاب من الدنيا .
ثم انه فكّر فقال : ما صنعت ، ابتدعت دينا ، ودعوت الناس ما أرى لي توبة إلاّ آتي من دعوته إليه فأرده عنه ، فجعل يأتي أصحابه الذين أجابوه فيقول : إنّ الذي دعوتكم إليه باطل ، وإنما ابتدعته ، فجعلوا يقولون : كذبت وهو الحق ، ولكنك شككت في دينك ، فرجعت عنه ،
(1) علل : ص644 ، ب239 .
(2) علل : باب 242 .
(121)
فلما رأى ذلك عمد إلى سلسلة فوتد لها وتدا ، ثم جعلها في عنقه ، وقال : لا أحلها حتى يتوب اللّه تعالى عليّ ، فأوحى اللّه تعالى إلى نبيّ من الأنبياء .
قل لفلان وعزتي لو دعوتني حتى تنقطع أوصالك ما استجبت لك حتى ترد من مات إلى ما دعوته إليه فيرجع عنه(1) .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها صار الثور غاضا طرفه لا يرفع رأسه إلى السماء ؟
جواب : حياءً من اللّه عزّوجلّ ، وذلك لمّآ عبد قوم موسى العجل نكّسَ رأسه . وروي عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال : اكرموا البقر فإنها سيد البهائم ، ما رفعت طرفها إلى السماء حياء من اللّه عزّوجل منذ عبد العجل(2) .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها خلق اللّه تعالى الذباب ؟
جواب : ليذلَّ به الجبابرة ،
روي انه وقع على المنصور ذباب فذبه عنه ، ثم وقع عليه فذبه عنه ، ثم وقع عليه فذبه عنه ، فقال : يا أبا عبد اللّه لأي شيء خلق اللّه تعالى الذباب قال عليهالسلام : ليذلّ به الجبابرة(3) .
سؤال : ما هي علامات الصابر ؟
جواب : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : علامة الصابر في ثلاث .
(1) علل : ب243 ، ب 245 .
(2) علل : ب243 ، ب245 .
(3) علل : باب 249 .
(122)
اولها : أن لا يكسل ، الثانية : أن لا يضجر ، والثالثة : ان لا يشكو ربه تعالى ، لأنه إذا كسل فقد ضيّع الحق ، وإذا ضجر لم يؤد الشكر ، وإذا شكا من ربه عزّوجلّ فقد عصاه(1) .
(1) علل ج2 ب253