سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها صار الناس يستلمون الحجر والركن اليماني ولا يستلمون الركنين الآخرين ... ؟
جواب : لأن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم استلم هذين ولم يستلم هذين ، فإنما على الناس أن يفعلوا ما فعل رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم .
وإنّ الحجر الأسود والركن اليماني عن يمين العرش ، وإنما أمر اللّه تبارك وتعالى أن يستلم ما عن يمين عرشه .
سؤال : لماذا صار مقام إبراهيم عليهالسلام عن يسار الحجر ؟
جواب : لأن لإبراهيم عليهالسلام مقاما في القيامة ولمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم مقاما ، فمقام محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم عن يمين عرش ربنا عزّوجلّ ، ومقام إبراهيم عن شمال
(1) علل : باب 161 حديث 8 .
(91)
عرشه .
سؤال : العلّة التي من أجلها سمّي الصفا صفا والمروة مروة ؟
جواب : عن أبي عبد اللّه عليهالسلام ، قال : سمّي الصفا صفا لأن المصطفى آدم هبط عليه فقطع للجبل اسم من اسم آدم عليهالسلام ، يقول اللّه تعالى : «إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ»(1) وهبطت حواء على المروة ، وإنما سمّيت المروة لأن المرأة هبطت عليها فقطع للجبل اسم من اسم المرأة .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها جعل السعي بين الصفا والمروة ؟
جواب : روي أنه لمّا جاء إبراهيم بولده إسماعيل عليهالسلام إلى مكه ، ووضعه في الوادي ورجع ، عطش ، الصبي ، فخرجت أُمه حتى قامت على الصفا ، فقالت : هل بالوادي من أنيس ؟
فلم بجبها أحد ، فمضت حتى انتهت إلى المروة ، فقالت : هل بالوادي من أنيس ؟ فلم يجبها أحد ، ثم رجعت إلى الصفا ، فقالت كذلك ، حتى صنعت ذلك سبعا ، فأجرى اللّه ذلك سنة .
وكان الصبي يفحص برجليه من شدة العطش فنبعت من بين رجليه عين ماء ـ سمّيت زمزم ـ ورجعت هاجر من المروة إلى الصبي وقد نبع الماء ، فأقبلت تجمع التراب حوله مخافة أن يسيح الماء ... ، فلما رأت الطير الماء حلقت عليه ، فمر ركب من اليمن فلما رأوا الطير
(1) سورة آل عمران : 33 .
(92)
حلقت عليه قالوا : ما حلّقت الاّ على ماء ، فأتوهم ليستقوهم ، فسقوهم من الماء ، وأطعموا الركب من الطعام ، وأجرى اللّه تعالى لهم بذلك رزقا ، فكانت الركب تمر بمكة فيطعمونهم من الطعام ويسقونهم من الماء .
سؤال : لماذا صارت الهرولة بين الصفاء والمروة ؟
جواب : صار السعي بين الصفا والمروة لأن إبراهيم عليهالسلام عرض له إبليس فأمره جبرئيل عليهالسلام فشد عليه ، فهرب منه ، فجرت به السنة ـ يعني بالهرولة .
سؤال : لماذا صار المسعى أحب البقاع إلى اللّه تعالى ؟
جواب : عن أبي عبد اللّه عليهالسلام ، قال : ما للّه تعالى منسك أحب إلى اللّه تبارك وتعالى من موضع المسعى ، وذلك أنه ذل فيه كل جبار عنيد .
سؤال : ما هي علّة الإشعار والتقليد ؟ في حج القرآن
جواب : سُئل الإمام الصادق عليهالسلام أنه : ما بال البدنة يقلد النعل وتشعر ؟ قال : أما النعل فتعرف أنها بدنة ، ويعرفها صاحبها بنعله ، وأما الإشعار فإنه يحرم ظهرها على صاحبها من حيث أشعرها ، ولا يستطيع الشيطان أن يمسها .
وقال عليهالسلام : إنما استحسنوا الإشعار للبدن لأنه أول قطرة تقطر من دمها يغفر اللّه له على ذلك .
سؤال : لماذا سمّي يوم التروية يوم التروية ؟
جواب : لأنه لم يكن بعرفات ماء ، وكانوا يستقون من مكة من الماء لريهم ،
(93)
وكان يقول بعضهم لبعض : ترويتم ترويتم ، فسمي يوم الترويه لذلك .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها سمّيت منى منى ؟
جواب : إنّ جبرئيل عليهالسلام أتى إبراهيم عليهالسلام فقال : تمنَّ يا إبراهيم ، فكانت تسمى منى ، فسماها الناس منى .
وأيضا ... سمّيت منى منى أن جبرئيل عليهالسلام قال : هناك يا إبراهيم تمن على ربك ما شئت ، فتمنى إبراهيم في نفسه أن يجعل اللّه مكان إبنه إسماعيل كبشا يأمره بذبحه فداء له ، فاعطي مناه ـ وسمّي ذلك المكان منى .
سؤال : لماذا سمّيت عرفات عرفات ؟
جواب : إن جبرئيل عليهالسلام خرج بإبراهيم عليهالسلام يوم عرفة ، فلما زالت الشمس قال له جبرئيل : يا إبراهيم اعترف بذنبك ، واعرف مناسكك ، فسميت عرفات لقول جبرئيل عليهالسلام اعترف ، فاعترف .
سؤال : العلّة التي من أجلها سمّي الخيف خيفا ؟
جواب : إنما سمّي الخيف لأنه مرتفع عن الوادي ، وكل ما ارتفع عن الوادي سمّي خيفا ، « ومسجد الخيف في منى صلى فيه رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وأكثر من سبعين نبي منهم موسى وعيسى عليهمالسلام » .
سؤال : لماذا سمّيت المزدلفة مزدلفة ؟
جواب : إن جبرئيل عليهالسلام انتهى بإبراهيم عليهالسلام إلى الموقف فأقام به حتى غربت الشمس ، ثم أفاض به ، فقال : يا إبراهيم ازدلف إلى المشعر الحرام ، فسميت مزدلفة .
(94)
وقيل : وانّما سمّيت مزدلفه لأنهم ازدلفوا إليها من عرفات .
سؤال : ما هي علّة رمي الجمار ؟
جواب : لأن إبليس اللّعين كان يتراءى لإبراهيم عليهالسلام في موضع الجمار فرجمه إبراهيم ، فجرت السنة بذلك .
سؤال : ما هي علّة الأضحية ؟
جواب : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنما جعل اللّه هذا الأضحى لتتسع مساكينكم من اللحم ، فأطعموهم .
وروي عن الإمام الصادق عليهالسلام ، قال : انه يغفر لصاحبها عند أول قطرة تقطر من دمها إلى الأرض ، وليعلم اللّه تعالى من يتقيه بالغيب قال اللّه تعالى : «لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ»(1) ثم قال : اُنظر كيف قبل اللّه قربان هابيل وردّ قربان قابيل .
وروي أنه : يتصدقان بالثلث على جيرانهما ؟ وثلث على المساكين ، وثلث يمسكانه لأهل البيت ... .
سؤال : العلّة التي من أجلها سمّي الحج الأكبر ؟
جواب : قوله تعالى : «وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ»(2) فقال عليّ أميرالمؤمنين عليهالسلام : كنت أنا الأذان في النّاس ، وقال عليهالسلام : إنّما سمّي الحج الأكبر ، لأنها كانت سنة حج فيها المسلمون
(1) الحج : 37 .
(2) التوبة : 3 .
(95)
والمشركون ولم يحج المشركون بعد تلك السنة .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها صار الموقف بالمشعر ولم يصر بالحرم ؟
جواب : لأن الكعبة بيت اللّه ، والحرم حجابه ، والمشعر بابه ، فلما قصده الزائرون أوقفهم بالباب حتى أذن لهم بالدخول ، ثم وقفهم بالحجاب الثاني ، وهو مزدلفه ، فلما نظر إلى طول تظرعهم أمرهم بتقريب قربانهم ، فلما قربوا قربانهم وقضوا تفثهم وتطهروا من الذنوب التي كانت لهم حجابا دونه أمرهم بالزيارة على طهارة .
سؤال : فلم كره الصيام في أيام التشريق ؟
جواب : لأن القوم زوار اللّه وهم ـ أضيافه ـ وفي ضيافته ، ولا ينبغي للضيف أن يصوم عند من زاره وأضافه .
سؤال : لماذا الحاج يتعلق بأستار الكعبة وما يعني ذلك ؟
جواب : مثل ذلك مثل الرجل يكون بينه وبين الرجل جناية فيتعلق بثوبه يستجدي له رجاء أن يهب له جرمه .
سؤال : لماذا يقام الحد على الجاني في الحرم ، ولا يقام على الجاني في غير الحرم إذا فرّ إلى الحرم ؟
جواب : إذا جنى في الحرم جناية أقيم عليه الحد في الحرم ، لأنه لم ير للحرم حرمة .
وإذا جنى خارج الحرم وهرب الى الحرم لا يقام عليه الحد داخل الحرم ، بل لا يطعم ولا يسقى ولا يكلم ولا يبايع ، فإنه إذا فعل ذلك به
(96)
يوشك أن يخرج فيقام عليه الحد .
سؤال : لماذا سمّي الأبطح أبطح ؟
جواب : سمّي الأبطح لأن آدم عليهالسلام أمر أن ينبطح في بطحاء جمع فانبطح حتى انفجر الصبح ، ثمّ أُمر أن يصعد جبل جمع ، وأُمر إذا طلعت الشمس أن يعترف بذنبه ، ففعل ذلك آدم .
سؤال : ما هي علّة كراهة المقام بمكة ؟
جواب : عن أبي عبد اللّه عليهالسلام ، قال : إذا قضى أحدكم نسكه فليركب راحلته وليلحق بأهله ، فإن المقام بمكة يقسي القلب .
سؤال : ما هي العلّة التي صار الدخول إلى المسجد الحرام من باب بني شيبة ؟
جواب : لما علا عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ظهر رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ورمى الصنم هبل من ظهر الكعبة ، أمر رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بدفنه عند باب بني شيبة ، فصار الدخول إلى المسجد من باب بني شيبة سنّة لأجل ذلك .
سؤال : لماذا صار الحلق على الصرورة واجبا ؟
جواب : ليصير بذلك موسما بسمة الآمنين ، ألا تسمع اللّه تعالى يقول : «لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ»(1) .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها لم يبت أميرالمؤمنين عليهالسلام بمكة بعد إذ
(1) الفتح : 27 .
(97)
هاجر منها حتى قبض ؟
جواب : كان عليّ عليهالسلام يكره أن يبت بأرضِ قد هاجر منها رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فكان يصلي العصر ويخرج منها ويبيت بغيرها .
سؤال : العلّة التي من أجلها لا يجوز للمحرم أن يظلّل على نفسه من غير علّة ؟
جواب : عن عبد اللّه بن المغيرة ، قال : قلت لأبي الحسن الأول عليهالسلام : أظلل وأنا محرم ؟ قال : لا ، قلت : فأظلل وأكفر ؟ قال : لا ، قلت : فإن مرضت ؟ قال : ظلل وكفّر ، ثمّ قال : أما علمت أن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : ما من حاج يضحي ملبيا حتى تغيب الشمس إلاّ غابت ذنوبه معها ... .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها جعلت أيّام منى ثلاثة .
جواب : لأنّه من أدرك شيئا منها أدرك الحج .
وكذلك : من أدرك المشعر الحرام يوم النحر قبل زوال الشمس فقد أدرك الحج ، ومن أدركه يوم عرفة قبل زوال الشمس فقد أدرك المتعة .
سؤال : ما هي العلّة التي صار الحجر أسود بعدما كان أبيض ؟
جواب : كان الحجر الأسود أشد بياضا من اللبن ، فلو لا ما مسه من أرجاس الجاهلية ما مسه ذو عاهة إلاّ برأ(1) .
سؤال : ما هي علّة استلام الحجر الأسود وعلّة استلام الركن اليماني
(1) علل : ص573 ب162 .
(98)
والمستجار ؟
جواب : قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : طوفوا بالبيت ، واستلموا الركن ، فإنّه يمين اللّه في أرضه يصافح بها خلقه مصافحة العبد أو الدخيل ، ويشهد لمن استلمه بالموافاة(1) .
« معنى يمين اللّه اي : طريق اللّه الّذي يأخذ به المؤمنون إلى الجنة ، وهذه المعاني واضحة لك عزيزي القاري ، اللّه عزّوجلّ ليس له يد ولا رجل ولا أعضاء وليس بجسم ، بل كل هذه الصفات المذكورة في القرآن الكريم هي قوة ... اللّه تعالى وقدرته ، إذا قلنا الحجر ينطق ويرى ويشهد ، نعم يمكن هذا بقدرة اللّه عزّوجلّ وبالمعجزة .
واعلم عزيزي القاريء إن الحجر الأسود وحجر مقام إبراهيم جوهرتان من الجنة ، أرسلهما اللّه تعالى إلى إبراهيم عليهالسلام ، وضع احداهما في ركن الكعبة والاُخرى صعد عليها إبراهيم عليهالسلام لبناء الكعبة وصارت مقاما له ...
سؤال : ما هي علّة منع الصيد في الحرم ؟
جواب : الأمتحان ... وذلك قول اللّه عزّوجلّ : «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ»(2) قال : حشر عليهم الصيد من كل مكان حتى دنا منهم
(1) علل : ص569 ب161 .
(2) المائدة : 94 .
(99)
ليبلوهم اللّه ... « أي ليمتحنهم » .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها صار الحج أفضل من الصلاة والصيام ؟
جواب : إنما المصلي يشتغل عن أهله ساعة ، وإن الصائم يشتغل عن أهله بياض يوم ، وإن الحاج يتعب بدنه ويضجر نفسه وينفق ماله ويطيل الغيبة عن أهله ، لا في مال يرجوه ، ولا إلى تجارة ... .
سؤال : العلّة التي من أجلها وجبت زيارة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمة عليهمالسلام بعد الحج ؟
جواب : قال الإمام الحسن بن علي عليهماالسلام لرسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا أبتاه ، ما جزاء من زارك ؟ فقال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا بني من زارني حيا أو ميتا أو زار أباك أو زار أخاك أو زارك ، كان حقا عليّ أن أزوره يوم القيامة ، فأخلصه من ذنوبه .
وقال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : من حجّ فزار قبري بعد موتي كان كمن زارني في حياتي(1) .
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : من حج إلى مكة ثم قصدني في مسجدي كُتبت له حجتان مبرورتان(2) .
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : من زار قبري بعد موتي كان كمن هاجر اليَّ في حياتي .
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : من أتى مكة حاجا ولم يزرني إلى المدينة جفاني ، ومن
(1) كنز العمال : 5 ـ 135 والمعجم الوسط 3 ـ 351 .
(2) كنز العمال 5 ـ 135 ، عنه علل : ص614 ، ب221 .
(100)
جفاني جفوته يوم القيامة ، ومن جائني زائرا وجبت له شفاعتي ، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنة(1) « لكن بشرطها وشروطها ، ومن شروطها : معرفة الرسول والأئمة الأطهار أوصيائه عليهمالسلام والإيمان بهم والعمل بأوامرهم والنهي عمّا نهو عنه » .
سؤال : ما معنى الأستطاعة في قول اللّه عزّوجلّ : « وللّه على الناس حجُّ البيت من استطاعَ إليه سَبيلاً » .
جواب : معناها : السعة في المال إذا كان يحج ببعض ويبقي بعضا يقوت به عياله ، أليس قد فرض اللّه الزكاة فلم يجعلها إلاّ على من يملك مائتي درهم(2) .
سؤال : ما هي علّة وجوب البدنة على المحرم إذا نظر إلى ساق المرأة أو إلى فرجها فيمني ؟
جواب : لم يكن هذا الحكم من أجل خروج المني بل ... لأنه نظر إلى ما لا يحل له النظر إليه .
« هذا درس آخر من دروس الحج ، في حرمة النظر إلى ما لا يحل النظر إليه ، سواء للرجل أو للمرأة ، قال تعالى : «قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ
(1) نفس المصدر .
(2) علل : ص606 ، ب210 .
(101)
مِنْهَا»(1) .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها سمّي مسجد الفضيخ مسجد الفضيخ ؟
جواب : سمّي مسجد الفضيخ ، لأن النخل يسمى بالفضيخ ، ويوجد حول المسجد نخيل كثير(2) .
« والفضيخ أيضا ، بمعنى عصير العنب ، أو عصير التمر ، ونزلت آيات تحريم الخمر في نفس المسجد ، عند ما كان رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم في مسجد الفضيخ نزل عليه الوحي ورأسه في حجر عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ... »(3) .
سؤال : سأل ابن أبي العوجاء المنحرف(4) من الإمام الصادق عليهالسلام ، قال : إلى كم تدوسون هذا البيدر ، وتلوذون بهذا الحجر ، وتعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب والمدر ، وتهرولون هرولة البعير إذا نفر ... .
جواب : أجابه الإمام عليهالسلام : إنّ من أضلّه اللّه وأعمى قلبه استوخم الحق فلم يستعذبه ، وصار الشيطان وليه ، يورده مناهل الهلكة ، ثم لا يصدره ، وهذا بيت استعبد اللّه تعالى به خلقه ليختبر به طاعتهم في إتيانه ، فحثهم على تعظيمه وزيارته ، وجعله محل أنبيائه ، وقبلة للمصلين
(1) النور : 30 ـ 31 .
(2) علل ج2 : ب220 .
(3) دليل الحاج إلى مكه والمدينة ص96 .
(4) ابن أبي العوجاء من تلامذة الحسن البصري ، فانحرف عن التوحيد .
(102)
له ، فهو شعبة من رضوانه وطريق يؤدي إلى غفرانه ، منصوب على استواء الكمال ، ومجتمع العظمة والجلال ، خلقه اللّه تعالى قبل دحو الأرض بألفي عام ... الخ(1) .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها يجوز للمرأة المحرمة لبس السراويل ؟
جواب : قال أبو عبد اللّه عليهالسلام : إذا نظر المحرم إلى ساق امرأة فأمنى ، إن كان موسرا فعليه بدنة ، وإن كان وسطا فعليه بقرة ، وإن كان فقيرا فشاة .
ثم قال : إني لم أجعل عليه لأنه أمنى ، ولكن إنما أجعله عليه لأنه نظر إلى ما لا يحل له .
سؤال : إذا كانت الشجرة أصلها في الحرم وفرعها في الحل ، فما هو حكمها ؟
جواب : حَرُمَ فرعها لمكان أصلها . « أي لا يجوز قطع فرعها الذي خارج الحرم لأن الأصل داخل الحرم ، والفرع يتبع الأصل » .
سؤال : رجل رمى صيدا في منطقة الحل فأصابه في الحل ، فدخل الحرم ، فمات في الحرم من رميه ، فما هو حكمه ؟
جواب : ليس عليه شيء ، وليس عليه جزاء . « لأنه رماه وهو حلال أي رماه في منطقه الحل ويجوز له ذلك » .
سؤال : ما هو حكم الرجل الذي ذبح حمامة من حمام الحرم ، هل عليه فداء ؟ وهل يحق له أن يأكله ؟ وهل يطرحه ؟ أو يدفنه ؟
(1) علل ج2 ص544 ، ب142 .
(103)
جواب : ليس عليه فداء ولا يجوز أكله ، ولا طرحه ، بل يجب دفنه .
سؤال : إذا التقى المسلمان بسيفيهما على غير سنة فالقاتل والمقتول في النار ، فقيل : هذا القاتل فما بال المقتول ؟
جواب : لأنه أراد قتله .
(104)
النوادر(1)
1 ـ العمل لغير اللّه :
قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : يؤمر برجال إلى النار ، فيقول اللّه عزّوجلّ لمالك : قل للنار لا تحرقي لهم أقداما ، فقد كانوا يمشون إلى المساجد ، ولا تحرقي لهم أوجها ، فقد كانوا يسبغون الوضوء ، ولا تحرقي لهم أيديا ، فقد كانوا يرفعونها بالدعاء ، ولا تحرقي لهم ألسنا ، فقد كانوا يكثرون تلاوة القرآن .
قال : فيقول لهم خازن النار ، يا أشقياء ما كان حالكم ؟
قالوا : كنا نعمل لغير اللّه تعالى ، فقيل لنا : خذوا ثوابكم ممن عملتم له(2) . « يظهر من هذا ، وجوب كون عمل الإنسان خالصاً لوجه اللّه تعالى ولا يشرك بعبادته أحدا ... فتأمل » .
2 ـ محاسبة النفس :
حدّثنا الحسن بن أحمد رحمه اللّه تعالى ، قال : حدّثنا أبي عن محمّد بن خيثم ، قال :
قيل له : لا تذم الناس .
(1) علل : ب222 ص616 .
(2) علل : ص621 .
(105)
قال : ما أنا براض عن نفسي فأتفرغ من ذمها إلى ذم غيرها . فإن الناس خانوا اللّه في ذنوب الناس ، وائتمنوه على ذنوب أنفسهم .
3 ـ حب الدنيا ، وعبادة الطاغوت :
بينما كان عيسى بن مريم عليهاالسلام في سياحته إذ مر بقرية فوجد أهلها موتى في الطريق والدور ، فقال : بانّ هؤلاء ماتوا بسخطة ، ولو ماتوا بغيرها تدافنوا .
فقال أصحابه : وددنا أنا عرفنا قصتهم ، فقيل له : نادهم يا روح اللّه ، فقال : يا أهل القرية ، فأجابه مجيب منهم : لبيك يا روح اللّه .
قال : ما حالكم وما قصتكم ؟
قال : اصبحنا في عافية ، وبتنا في هاوية .
فقال : وما الهاوية ؟ قال : بحار من نار فيها جبال من نار .
قال : وما بلغ بكم ما أرى ؟
قال : حب الدنيا وعبادة الطاغوت .
قال : وما بلغ من حبكم للدنيا ؟ قال : حب الصبي لأمه إذا أقبلت فرح ، وإذا أدبرت حزن .
قال عليهالسلام : وما بلغ من عبادتكم الطاغوت ؟ ، قال : كانوا إذا أمروا أطعناهم .
قال عليهالسلام : فكيف أجبتني أنت من بينهم ؟ قال : لأنهم ملجمون بلجم من نار ، عليهم ملائكة غلاظ شداد ، « وإني كنت فيهم ولم أكن منهم ، فلما أصابهم العذاب أصابني معهم » فأنا معلق بشجرة أخاف أكبكب في النار .
فقال عيسى عليهالسلام لأصحابه : « النوم على المزابل ، وأكل خبز الشعير كثير
(106)
مع سلامة الدين »(1) .
4 ـ أوصاف المؤمن :
روى عن الإمام الصادق عليهالسلام إنه ، قال :
المؤمن علوي ، لأنه علا في المعرفة ،
والمؤمن هاشمي لأنه هشم الضلالة .
والمؤمن قريشي ، لأنه أقر بالشيء المأخوذ عنا .
والمؤمن عجمي ، لأنه استعجم عليه أبواب الشر .
والمؤمن عربي ، لأن نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم عربي وكتابه المنزل بلسان عربي مبين .
والمؤمن نبطي ، لأنه استنبط العلم .
والمؤمن مهاجري ، لأنه هجر السيئات .
والمؤمن انصاري ، لأنه نصر رسول اللّه وأهل بيت رسول اللّه .
والمؤمن مجاهد ، لأنه يجاهد أعداء اللّه تعالى في دولة الباطل بالتقية ، وفي دولة الحق بالسيف .
5 ـ عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال : صلاة الليل مثنى مثنى ، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة ، إنّ اللّه تعالى يحب الوتر لأنه واحد .
6 ـ علل بعض الأمور :
روي أن يزيد بن سلام سأل رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم عن عللبعض الأشياء ،
(1) علل : ص621 .
(107)
فأجابه رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومن جملة ما سأله :
سؤال : لماذا سمّيت الدنيا دنيا ؟
جواب : الدنيا دنية ، خلقت من دون الآخرة ، ولو خلقت مع الآخرة لم يفنَ أهلها كما لا يفنى أهل الآخرة .
سؤال : لم سمّيت القيامة قيامة ؟
جواب : لأن فيها قيام الخلق للحساب .
سؤال : لم سمّيت الآخرة آخرة ؟
جواب : لأنها متأخرة ، تجيء من بعد الدنيا ، لا توصف سنيها ، ولا تحصى أيامها ، ولا يموت سكانها .
سؤال : قال السائل : أخبرني يا رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم عن أول يوم خلق اللّه عزّوجلّ ؟
جواب : قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : يوم الأحد ، قال : ولم سمّي يوم الأحد ؟
قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : لأنه واحد محدود ، فالأثنين ، هو اليوم الثاني من الدنيا ، والثلاثاء : اليوم الثالث من الدنيا ، والأربعاء : اليوم الرابع من الدنيا ، فالخميس : اليوم الخامس من الدنيا ، وهو يوم أنيس ، لعن فيه إبليس ، ورفع فيه إدريس ، قال : فالجمعة : وهو يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود ، وهو شاهد ومشهود ، قال : فالسبت ، يوم مسبوت ، وذلك قوله عزّوجلّ : «وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالاْءَرْضَ وَمَا
(108)
بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ»(1) .
فمن الأحد إلى يوم الجمعة ستة أيام ، والسبت معطل ... .
سؤال : لم سمّي آدم ؟
جواب : لأنه خلق من طين الأرض وأديمها .
سؤال : آدم خلق من الطين كله أو طين واحد ؟
جواب : بل خلق من الطين كله ، ولو خلق من طين واحد لما عرف الناس بعضهم بعضا ، وكانوا على صورة واحدة . والتراب مختلف ألوانه كذلك البشر مختلف الوانهم .
سؤال : هل آدم خُلق من حواء ام حواء خلقت من آدم ؟
جواب : بل حواء خلقت من آدم ، ولو كان آدم خلق من حواء لكان الطلاق بيد النساء ولم يكن بيد الرجال .
سؤال : هل خلقت حواء من كل طينة آدم ام من بعضه ؟
جواب : بل خلقت من بعضه ، ولو خلقت من كله لجاز القصاص في النساء كما يجوز في الرجال .
سؤال : فمن ظاهره خلقت أو من باطنه ؟
جواب : بل خلقت من باطنه ، ولو خلقت من ظاهره لأنكشفن النساء كما ينكشف الرجال ، فلذلك صارت النساء مستترات .
سؤال : فمن يمينه خلقت ام من شماله ؟
(1) ق : 38 .
(109)
جواب : بل من شماله ، ولو خلقت من يمينه لكان للأنثى كحظ الذكر من الميراث ، فلذلك صار للأنثى سهم وللذكر سهمان ، وشهادة امرأتين مثل شهادة رجل واحد .
سؤال : من أين خلقت المرأة ؟
جواب : خلقت من ضلعه الأيسر .
سؤال : فلم سمّيت الجنة جنة ؟
جواب : لأنها جُنينة خيرة نقية ، وعند اللّه تعالى ذكره مرضية .
سؤال : لماذى سمّي الوادي المقدس ؟
جواب : لأنه قدست فيه الأرواح ، واصطفيت فيه الملائكة ، وكلّم اللّه عزّوجلّ موسى تكليما(1) .
موعظة :
بينما كان ذو القرنين يسير في البلاد حتى مرّ بشيخ يقلب جماجم الموتى ، فوقف عليه بجنوده ، فقال له : أخبرني أيها الشيخ ، لأي علّة تقلب هذه الجماجم ؟
قال : لأعرف الشريف من الوضيح ، والغني من الفقير ، فما عرفت ، وإني أقلبها منذ عشرين سنة ، فانطلق ذو القرنين وتركه ، وقال : ما عنيت بهذا
(1) علل : ص628 .
(110)
أحدا غيري(1) .
7 مقولة : قد أعذر من أنذر :
يروى انّة كان صبيان في زمن الامام عليّ عليهالسلام يلعبون بأخطار لهم ، فرمى أحدهم بخطره فدق رباعية صاحبه ، فرفع ذلك إلى علي عليهالسلام ، فأقام الرامي البينة بأنه قد قال : حذار ، فدرأ علي عليهالسلام عنه القصاص ، وقال : قد أعذر من حذر(2) .
8 ـ علّة تسمية الأولاد قبل الولادة ؟
قال أميرالمؤمنين عليهالسلام : سموا أولادكم قبل أن يولدوا ، فإن لم تدروا أذكر أو انثى فسموهم بالأسماء المشتركة للذكر والأنثى ، فإن أسقاطكم إذا لقوكم في القيامة ولم تسموهم ، يقول السقط لأبيه : ألا سميتني وقد سمى رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم محسنا قبل أن يولد ...(3) .
9 ـ قبح الخَلق :
جاء رجل الى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا رسول اللّه يسأل اللّه عما سوى الفريضة ؟ فقال : لا ، قال : فوالذي بعثك بالحقّ لا تقربت الى اللّه بشيء سواها ، قال : ولِمَ ؟ قال : لأن اللّه قبّح خلقي ، قال : فأمسك النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ونزل جبرئيل عليهالسلام فقال : يا محمّد ، ربك يقرئك السلام ويقول : أقرئ عبدي السلام ، وقل له : أما ترضى أن أبعثك غداً من الآمنين ؟ فقال : يا رسول اللّه ،
(1) علل : ص616 ، ب222 .
(2) علل : ص618 .
(3) المصدر ، ص620 .
(111)
وقد ذكرني اللّه عنده ! قال : نعم ، قال : فوالذي بعثك ما بقي شيء يتقرب به الى اللّه عنده إلاّ تقربت به .
10 ـ العمل قبل الحسرة والندامة :
روي أنه وجد حجر مكتوب عليه :
يابن آدم لو رأيت قُصر ما بقي من أجلك لزهدت في طول ما ترجو من أملك ، ولقلَّ حرصك وطلبك ، ورغبت في الزيادة في عملك ، فإنك إنما تلقى يومك لو قد زلت قدمك فلا أنت إلى أهلك براجع ، ولا في عملك بزايد ، فاعمل ليوم القيامة قبل الحسرة والندامة .
حِكَم ومواعظ(1) :
قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : إياكم وشرب الماء في الليل قياما على أرجلكم ، فإنه يورث الداء الذي لادواء له إلاّ أن يعافى اللّه عزّوجلّ .
وقال عليّ عليهالسلام : إذا أراد أحدكم النوم فليضع يده اليمنى تحت خده الأيمن ، فإنه لا يدري أينبه من رقدته أم لا .
وقال موسى بن جعفر عليهالسلام : ادفعوا معالي الأطباء ما اندفع الداء عنكم ، فإنه بمنزلة البناء قليلهُ يجر إلى كثيره(2) .
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها أوجب اللّه على أهل الكبائر النار ؟
(1) المصدر : نفس .
(2) علل : ج2 ص621 .
(112)
جواب : عن أبي عبد اللّه عليهالسلام ، قال : إن الكبائر سبع ، فينا أنزلت ، ومنا استحلت ، فأولها : الشرك باللّه العظيم ، والثّاني : قتل النفس التي حرّم اللّه قتلها ، والثالث : أكل مال اليتم ، الرابع : عقوق الوالدين ، والخامس : قذف المحصنة ، السادس : الفرار من الزحف ، والسابع : إنكار حقّنا .
فأما الشرك باللّه فقد أنزل اللّه فينا ما أنزل ، وقال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم فينا ما قال ، فكذبوا اللّه ورسوله وأشركو باللّه .
وأما قتل النفس التي حرّم اللّه قتلها ، فقد قتلوا الحسين بن علي صلوات اللّه عليه وأصحابه .
وأما أكل مال اليتم فقد ذهبوا بفيئنا الّذي جعله اللّه لنا وأعطوه غيرنا .
وأما عقوق الوالدين فقد أنزل اللّه ذلك في كتابه فقال :«النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ»فعقّوا رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم في ذريته ، وعقّوا أمهم خديجة في ذريتها .
وأما قذف المحصنة فقد قذفوا فاطمة عليهاالسلام على منابرهم .
وأما الفرار من الزحف ، فقد اعطوا أميرالمؤمنين بيعتهم طائعين غير مكرهين ففرّوا عنه وخذلوه .
وأمّا انكار حقنا فهذا ما لا ينازعون فيه(1) .
سؤال : كم هو عدد الكبائر وما هي ؟
(1) علل : ص631 ، ب223 .
(113)
جواب : الكبائر سبع وهي :
1 ـ الشرك باللّه العظم ، 2 ـ قتل النفس التي حرّم اللّه قتلها 3 ـ أكل مال اليتم 4 ـ عقوق الوالدين 5 ـ قذف المحصنة ، 6 ـ الفرار من الزحف ، 7 ـ إنكار حق أهل البيت عليهمالسلام .
« وقد اختلف الفقهاء في عدد الكبائر ، واجمعوا على هذه السبعة » .
سؤال : ما هي علّة تحريم الخمر ؟
جواب : حرم اللّه عزّوجلّ الخمر لما فيها من الفساد ، ومن تغييرها عقول شاربيها ، وحملها إياهم على إنكار اللّه عزّوجلّ ، والفرية عليه ، وعلى رسله ، وسائر ما يكون منهم من الفساد والقتل والقذف والزنا وقلة الاحتجاز عن الشيء من المحارم .
على هذا وغيره من المساوئ واقتراف الجرائم وفساد المجتمع حرّم اللّه تعالى كل مسكر من الأشربة وغيرها ... فعلى كل مؤمن باللّه واليوم الآخر ومن يتولى الأئمة الأطهار عليهمالسلام والرسل ، عليه أن يجتنب شرب كل مسكر ...
سؤال : ما هو الأشرّ شرب الخمر أو ترك الصلاة ؟
جواب : شرب الخمر أشر من ترك الصلاة .
وقد سأل رجل أبا عبد اللّه عليهالسلام عن شرب الخمر : أشرّ أم ترك الصلاة ؟
فقال عليهالسلام : شرب الخمر أشر من ترك الصلاة ، وتدري لماذا ؟ قال لا ،
(114)
قال : يصير في حال لا يعرف اللّه ، ولا يعرف من خالقه(1) .
سؤال : هل يجوز للمضطر أن يشرب الخمر ؟
جواب : لا يجوز للمضطر شرب الخمر ، لأنها لا تزيده إلاّ شرا ، ولأنه إن شربها قتلته ، فلا يشرب منها قطرة ، وروي لا تزيده إلاّ عطشا(2) .
سؤال : ما هي علّة تحريم أكل سباع الطير والوحش ؟
جواب : حرّم اللّه تعالى سباع الطير والوحش كلها لأكلها من الجيف ، ولحوم الناس ، والعذرة ، وما أشبه ذلك .
وحرّم اللّه تعالى كل ذي ناب من السباع وذي مخلب من الطير ، وكل ما كان له قانصة من الطير فحلال أكله ، وهناك علّة أُخرى تفرق بين ما أحل من الطير وما حرم ، وهي : كل ما له دفيف فهو حلال أكله ، وكل ما له صفيف حرام أكله .
وحرم اللّه عزوجل أكل الأرنب ، لأنها بمنزلة السنور ، ولها مخالب كمخالب السنور وسباع الوحش ، ولها من الدم كما يكون من النساء لأنها مسخ(3) .
مبغض علي أصله يهودي :
قال ابن عبادة بن الصامت : إذا رأيت رجلاً من المسلمين يبغض عليّ
(1) علل : ص633 .
(2) علل : ص635 ، ب227 .
(3) ب 235 .
(115)
ابن أبي طالب فاعلم أن أصله يهودي(1) .
مطلوبات الدنيا :
روي عن جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام ، قال : مطلوبات الناس في الدنيا أربعة : الغنى ، والدعة ، وقلة الأهتمام ، والعز .
فأما الغنى فموجود في القناعة ، فمن طلبه في كثرة المال لم يجده .
وأما الدعة : فموجودة في خفة المحمل ، فمن طلبها في ثقله لم يجدها .
وأما قلة الاهتمام : فمو جودة في قلة الشغل ، فمن طلبها في كثرته لم يجدها .
وأما العز : فموجود في خدمة الخالق ، فمن طلبه في خدمة المخلوق لم يجده(2) .
ذو القرنين والعالم :
روي أن ذاالقرنين بينما هو يسير في جنوده إذ مرّ على شيخ يصلي ، فوقف عليه بجنوده حتى انصرف من صلاته ، فقال له ذو القرنين : كيف لم يروعك ما حضرك من الجنود ؟ قال : كنت اناجي من هو أكثر جنودا منك ،
(1) علل ص624 .
(2) علل ص624 .
(116)
وأشد سلطانا ، وأشد قوة ، ولو صرفت وجهي اليك لم أدرك حاجتي قبله ،
فقال له ذوالقرنين : هل لك في أن تنطلق معي فأواسيك بنفسي واستعين بك على بعض أمري ؟ قال : نعم ، ان ضمنت لي أربع خصال : نعيما لا يزول ، وصحة لا سقم فيها ، وشبابا لا هرم فيه ، وحياة لا موت فيها ، فقال له ذو القرنين : وأي مخلوق يقدر على هذه الخصال ؟
قال الشيخ : فإني مع من يقدر عليها ويملكها(1) .
سؤال : ما هي علّة الغائط ونتنه ؟
جواب : تصغيرا لأبن آدم لكيلا يتكبر وهو يحمل غائطه .
قال أميرالمؤمنين عليهالسلام : عجبت لابن آدم أوله نطفة ، وآخره جيفة ، وهو قائم بينهما ، وعاء للغائط ثم يتكبر . عليهالسلام
سؤال : ما هي العلّة التي من أجلها يكره طول الجلوس في بيت الخلاء ؟
جواب : طول الجلوس هناك يورث البواسير .
(1) علل : ص628 .
(117)