روكسلانا...نبذه عنها
كسيرة كانت، حين دخلت البلاط السلطاني لأول مرة، كأية جارية مهداة إلى أعظم سلاطين ذلك الزمان..
مجرد هدية متواضعة هي عندما أهداها تتار القرم للسلطان سليمان الأول، أعظم سلاطين الدولة العثمانية..
كانت تسمى خرم (أي الباسمة)، وكان لها جمال يفوق الوصف، إلا أنها كانت يهودية..
إنها روكسلانا..
المرأة التي نكست رأس أعظم امبراطورية عرفها التاريخ الحديث..
افتتن السلطان سليمان بجمالها حين وقعت عيناه عليها لأول مرة، لدرجة جعلته يتخلى عن قيادة حملاته العسكرية، وكان قد قاد 13 حملة عسكرية بنفسه، (****) ليمكث مع تلك الفاتنة إلى الراحة والدعة.
اعتقها ثم تزوجها، فزادت منزلتها في البلاط السلطاني، وخاصة بعد أن أنجبت له سليم، قبل أن تبدأ في التخطيط لإزالة الابن البكر مصطفى من خلافة أبيه، فاستغلت وفاة الصدر الأعظم ياسر باشا ليتم تعيين لقيط كرواتي يدعى رستم باشا، والذي تدرج إداريا في الدولة.
ولم يكن رستم باشا هذا سوى تحفة من صنائع روكسلانا، حتى أنها استطاعت أن تقنع السلطان بتزويج ابنتها منه، حيث أن العثمانيين لم يكونوا يهتمون بالنسب بقدر ما يهتمون بكون المرء عثمانيا.
واستغل رستم باشا الأحداث التي كانت تجري بين الفرس والدولة العثمانية عام 954 ﻫ، حيث كان مصطفى يقود جيش الدولة العثمانية في محاربتها للصفويين، فكتب للسلطان سليمان بأن ابنه يعتزم اغتصاب الخلافة كما فعل جده سليم الأول بأبيه بايزيد، وهو يحرض الإنكشارية على ذلك.
وامتلأ صدر السلطان سليمان غضباً على ولده مصطفى، فاستدعاه يوم 12 شوال سنة 954 هـ إلى خيمته ثم أمر بعض الخدم فخنقوا مصطفى حتى قتلوه، وعندما بلغ الخبر الناس ثارت الانكشارية وهموا بعمل انقلاب، وطالبوا السلطان بقتل رستم باشا إلا أنه اكتفى بعزله لتهدئة الاضطرابات، وعين بدلا منه أحمد باشا، لكن روكسلانا استطاعت إقناع السلطان سليمان بقتل الصدر الجديد، ليعود زوج ابنتها مرة أخرى للصدارة العظمى.
ولم تكتفي روكسلانا بذلك، بل أرسلت إلى مدينة بورصة من يقتل ابن مصطفى، وكان طفلا رضيعا.
ولم ينته الأمر عند هذا الحد، فقبل موتها استطاعت روكسلانا بدهائها أن تدبر مكيدة لابن آخر للسلطان وكان يدعى بايزيد، فبتحريض من لالا مصطفى مربي سليم تمرد الابن بايزيد على أبيه، لكنه هزم، ففر إلى إيماسيا ومنها إلى بلاد الفرس، حيث التجأ هو وأولاده عند السلطان طهماز شاه الصفوي، والذي غدر بهم وسلمهم لرجال السلطان العثماني فقتلوهم جميعا في مدينة قزوين، في حين قام السلطان سليمان بقتل حفيده ابن بايزيد في بورصة.
ولم يكن هذا فقط هو الدور الذي قامت به روكسلانا، فلأنها من أصل روسي توسطت عند السلطان سليمان ليمنع المسلمين في شبه جزيرة القرم من محاربة الروس وكف أيديهم عنهم.
لكن القيصر إيفان الثالث والمعروف بالرهيب للأفعال الرهيبة التي فعلها مع المسلمين، استطاع توحيد الروس، فأغاروا على القرم داخل بلادهم وسيطروا عليهم، وظلوا يحاربون الدولة العثمانية حتى سقطت في نهاية الأمر.
هذا بالإضافة لما حدث في الأندلس عندما سقطت في يد الصليبيين حيث كانت بها أعداد كبيرة من اليهود الذي لاقوا أسوأ معاملة من الصليبيين الذين خيروهم بين اعتناق النصرانية أو الرحيل من الأندلس، فاضطر الكثيرون للدخول في النصرانية، في حين رحل الباقون، وهنا استطاعت روكسلانا أن تجعل السلطان سليمان يقبل وفودهم إلى الدولة العثمانية، حيث كان لهم أكبر الأثر في سقوط الدولة العثمانية، حيث عرفوا بيهود الدونمة.
وبوفاة السلطان سليمان الأول، أصبح ابنه سليم والذي يعرف بالسلطان سليم الثاني الحاكم الشرعي للدولة العثمانية، والذي خلد التاريخ مدى انحطاطه لما عرف عنه، فقد كان (****) كثير السكر، وكان عهده هو عهد بداية الضعف في الدولة العثمانية.
منقول