كليوباترا السابعة..
كانت كليوباترا السابعة آخر الحكام البطالمة في مصر، وقد تفوقت على من سبقوها في الذكاء والحصافة والطموح. واعتلت كليوباترا العرش وحكمت مصر لنحو عشرين عاما (من عام 51 إلى عام 30 ق.م).
ووفق القانون المصرى، فإنها تزوجت من أخيها بطليموس الثالث عشر؛ ثم أحست بأن ذلك الزواج يعيق مخططاتها السياسية. اتهمت، بعد ثلاث سنوات من الحكم، بأنها تحاول الاستيلاء على العرش والاستئثار به؛ ففرت إلى الصحراء الشرقية وجمعت جيشا من العرب آملة في مهاجمة الإسكندرية والاستيلاء على الحكم. وحاول يوليوس قيصر، الذي دخل الإسكندرية، إنهاء الخلاف بين كليوباترا وشقيقها بطليموس.
تسللت كليوباترا خلف خطوط جيش أخيها، واختبأت داخل بساط كبير حمله أحد أتباعها كهدية إلى قيصر؛ وعندما دخل الرجل إلى القصر، ظهرت هي من البساط. ونشأت علاقة لقيصر معها، وافقت تطلعات كليوباترا أيضا؛ للاستيلاء على العرش. وقرر قيصر أن تشارك كليوباترا أخاها الحكم؛ كما أوصى والدهما. واعترض بطليموس وحارب قيصر، ولكنه أغرق في النهاية.
عقدت كليوباترا اتفاقا مع قيصر تعلن بموجبه في مصر زواجها منه، وأن يعلن هو الخبر في روما؛ عندما يصبح إمبراطورا هناك. وأنجبت كليوباترا طفلا من قيصر وسجلت على جدران معبد أرمنت بأن قيصر عاشرها في هيئة آمون رع؛ وهو ما جعلها زوجة شرعية لقيصر، في عيون المصريين. وانتقلت عندها إلى روما، انتظارا لليوم الذي يصبح قيصر فيه إمبراطورا ويعلن زواجهما رسميا؛ فتصبح هي بالتالي شريكة له في عرش الإمبراطورية الرومانية.
لكن الجمهوريين ضجوا من طموحات قيصر وقضوا عليه في شهر مارس من عام 44 ق.م. وعادت كليوباترا إلى مصر. ثم انتصر أعوان قيصر بقيادة مارك أنطونيو وأكتافيان (المسمى أيضا بأوغسطس) في خريف عام 42 ق.م. واستدعى أنطونيو، الذي آل إليه الجزء الشرقي من الإمبراطورية الرومانية، كليوباترا إلى صقلية لكي يقنعها بالا تقف مع أعوان قيصر. وسحرت كليوباترا أنطونيو، وعادت إلى الإسكندرية؛ واثقة بأنه سوف يتبعها، وهذا بالضبط ما فعله. وقضى أنطونيو خريف عام 41-40 ق.م. في متعة مع كليوباترا التي نجحت في تحويل ذهنه إلى الإسكندرية، وبعيدا عن روما. ولكن أنطونيو أسرع عائدا إلى روما، نتيجة للأحداث الدرامية هناك؛ وتزوج من أوكتافيا شقيقة أوغسطس. وبقي بعيدا عن كليوباترا؛ إلى أن خرج للإشراف على حملته في الشام.
عندها استدعى أنطونيو كليوباترا وأعلن زواجه منها واعترف بأبوته لتوأم أنجبتهما منه. وعاد من حملته منتصرا وأقام احتفالات بالإسكندرية. وأقلق الرومان أن أنطونيو أراد أن يجعل الإسكندرية عاصمة للإمبراطورية الرومانية. وسرعان ما أعلنت كليوباترا "ملكة الملكات"، ووزعت الولايات الشرقية للإمبراطورية الرومانية بينها وبين طفليها من أنطونيو.
ورأت كليوباترا نفسها إمبراطورة للمرة الثانية؛ وكل ما تبقى لتحقيق ذلك، هو أن يطيح أنطونيو بأوغسطس. ولكن أنطونيو هزم في عام 31 ق.م. وفر الاثنان إلى الإسكندرية.
قبل دخول أوغسطس إلى الإسكندرية قتل أنطونيو نفسه، واختبأت كليوباترا بمقبرتها في الحي الملكي بالإسكندرية؛ حيث كان قصرها الشهير، وقد احتفظت بكنوزها جميعا في المقبرة.
وهددت بأن تضرم النار في المقبرة؛ فتقتل بذلك نفسها وتدمر الكنوز؛ ومعها أحلام روما في عرض كليوباترا أثناء احتفالات النصر لأوغسطس، الذي خدعها وأوقع بها هى وكنوزها وكان بنيته أن يأخذها معه أسيرة.
وفرت كليوباترا على نفسها الحرج، فقتلت نفسها. وتحكمت روما في العالم، بعد ذلك، لبضعة قرون. وتسابق كتاب وشعراء العصر، للظفر برضاء أوغسطس؛ بالسخرية من كليوباترا وتحقيرها. ولم يحاول أحد من أعوان الملكة الراحلة الدفاع عنها. وهكذا أصبحت كتابات منافسيها المصدر الوحيد المتاح عن حياتها. وكانت لتلك القصص الوقع الهائل على جميع ما كتب عن كليوباترا؛ منذ القدم، وحتى يومنا هذا
ابنة الملك بطليموس الثاني عشر اوليتيس ، كان قد قدر لكليوباترا ان تصبح آخر ملكة للسلاله المقدونيه التي حكمت مصر بين موت الاسكندر الأكبر في 323 قبل الميلاد وضمها إلى روما في 30 قبل الميلاد. اسس السلالة ظابط الأكسندر بطليموس ، الذي اصبح الملك بطليموس الاول سوتر مصر. كانت كليوباترا من السلاله المقدونيه وقلما وجدبها الدم المصري ، ورغم ان المؤلف الكلاسيكي بلترش يقول انها الوحيده في اسرتهاالتي تجشمت المصاعب لتعلم المصرية و، لأسباب سياسية ، سمت نفسهاايزيس الجديدة لقب ميزها عن الملكه كليوباتراالثالثة ، والتي زعمت أيضا انها تجسيدا حيا للالهة ايزيس. اشكال عملة كليوباترا تظهر طلعة مفعمة بالحيوية بدلا من جميلة ، بفم رقيق ، ذقن قوي ، عيون صافية ، جبهه عريضة وانف بارزة. عندما توفي بطليموس الثاني عشر في 51 قبل الميلاد ، انتقل العرش إلى ابنه الصغير ، بطليموس الثالث عشر ، وابنته كليوباترا السابعه. ومن المرجح ، ولكن لم يثبت ،ان الاثنان تزوجا فور وفاة الاب. كليوباتراابنت 18عاما تكبر شقيقها بنحو ثماني سنوات ، أصبحت الحاكم المهيمن. الدلائل تشير إلى ان المرسوم الاول الذي فيه اسم بطليموس يسبق لكليوباترا كان في 50 تشرين الاول قبل الميلاد. فورابعد،ان اجبرت كليوباترا على الفرار من مصر إلى سوريا ، حيث انشأت جيشا وفي 48 قبل الميلاد عادت إلى مواجهة اخيها في بيلوسيوم( بور سعيد حاليا) على حدود مصر الشرقية. إن مقتل الظابط الروماني بومبي ، الذي طلب الجؤ من بطليموس الثالث عشر في بيلوسيوم، ووصول يوليوس قيصر ادى إلى سلام مؤقت. ادركت كليوباترا انها في حاجة لدعم الرومان ، او بشكل أكثر تحديدا ، دعم قيصر ، اذا كان عليها استعادة العرش. كلا مصمم لاستخدام الآخر. قيصر سعى للمال لتسديد الديون التي تكبدهامن والدكليوباترا، اوليتيس، من اجل الاحتفاظ بالعرش. كليوباترا عازمه على الاحتفاظ بعرشها ، واذا امكن استعادة امجاد البطالمه الأول واسترداد أكبر قدر ممكن من سطوتهم ، والتي شملت جنوب سوريا وفلسطين. اصبح قيصر وكليوباترا عشاق وامضيا الشتاء محاصرين في الاسكندرية. وصلت التعزيزات الرومانية الربيع التالي ، وبطليموس الثالث عشر فر وغرق في النيل. كليوباترا ، الآن تزوجت اخاها بطليموس الرابع عشر ، وأعيد لها العرش. في 47 حزيران قبل الميلاد انجبت بطليموس قيصر (المعروف عند شعب الاسكندرية بكايساريون او " قيصر الصغير"). ماإذا كان قيصر أبا لكايساريون ، كما يعني اسمه ، لا يمكن الآن معرفته.