قال الله تعالى ( هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن
ربي قريب مجيب ) . ومن أسمائه (القريب) ، وقربه نوعان : 1ـ قرب عام وهو إحاطة علمه
بجميع الأشياء ، وهو اقرب إلى الإنسان من حبل الوريد وهو بمعنى المعية العامة . 2ـ
وقرب خاص بالداعين والعابدين المحبين ، وهو قرب يقتضي المحبة ، والنصرة ، والتأييد
في الحركات والسكنات ، والإجابة للداعين ، والقبول والإثابة للعابدين ، قال تعالى : (
وإذا سالك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ) . وإذا فهم القرب بهذا
المعنى في العموم والخصوص لم يكن هناك تعارض أصلاً بينه وبين ما هو معلوم من
جوده تعالى فوق عرشه فسبحان من هو على في دنوه قريب في علوه .